الخميس، 17 يوليو 2014

البـــــآرت (الم قد طواه النسيان VI ! ) الواحد و الثلاثون





مرت العصور والازمان ولكني لا ازال انا ...

ارغب بسلخ جلدي عن جسدي كي لا اكون انا ...

انا ليست انا على اية حال

مجرد مسخ قد استوطن جسد حي ميت

مقطوع العاطفة وخافت الارادة

لا ارى قيمة في حياتي لانها ليست الا جحيماُ لا يطاق

لا ازال قادرة على شم رائحة الجثث العفنة

التي قتلتها يداي يوماً ...

لا ازال اسمع صرخاتهم المترجية الباكية ..

لا ازال ... ارى حمرة دمائهم واستشعر دفئه على يدي وجسدي كافة

اتذكر اجسادهم المقطعة بفعل سيفي والى قلوبهم كيف دستها بالتراب

انا لست الا وحشاً يعيش على دماء ضحاياه

سادي ماسوشي يتلذذ بالعذاب السرمدي

لم يعد هناك طريق عودة لي

فالمستهجن منبوذ .. ضائع ... وحيد ... متكبر

لا ارغب بأن اشعر ولا ارغب بأن ارى

فقط اتركني اتجمد وحيداً في هذا التابوت الى الابد

وحيداً في جبل جليدي القي بي وانتزع قلبي الاسود

انتظر حتى الفظ آخر نفس ومن ثم ارحل

لا اشعر بالنشوة بعد الان

فأنا قد مللت من هذه الدماء القرمزية الدافئة

فكل ما اردته كان ... مجزرة تنهي غضبي وحقدي
















في مكان ما

امتزج الهواء برائحة الغابة الكثيفة ، وحل الصمت مطبقاً على اميال من السكون القاتل ، وهبت لفحة هواء باردة اخترقت جدران الكهوف لتصدر هديراً مرعباً كان ليرمي أي واعٍ في حلقة من رعب الليل المهيب

ومن بين طبقات الصخور المتراصة مع بعضها البعض لمعت عينان فضيتان كلون القمر في الليالي المغبرة ، حيث احتكت اسنانه ببعضها بزمجرة مرعبة هزت سكون الكهف المظلم

ليهدأ بعدها ويستلقي على الارض الباردة ، لم يبدد سكون هذا المكان الا قطرات الماء التي تنساب من بقايا المطر على الصخور وتسقط على البحيرات الصغيرة المتراكمة على الارض الصخرية

مجرد حيوان .. ، مجرد لعنة انزلت به وجعلته مسخاً لا يمد لبشر بصلة ! عيناه حائمتان في كل مكان وقلبه ينبض ببهتان شديد ، حتى يظن من يراه بأنه مجرد لوحة رسمت لتدخل نوعاً من السكينة في قلوب المضطربين

تذكر لمعان عينيها الزرقاوات فزفر بحدة وهو يأمل ان يكون قد فعل شيئاً جيداً لمرة واحدة في حياته ، عاد الصمت الى المكان واختفت الافكار من عقله وكأنه توقف عن التفكير وخلى من كل نبضة حياة

تهيأ اليه سمع وقع اقدام قريب من كهفه المظلم هذا ، لم يعر هذا أي اهتمام ، فأن كان بشرياً فسينقض عليه ويمزق اوصاله ، وان كان مجرد حيوان عابر فسوف يكون عشاء اليوم ، فمالذي يهم اذا ؟!

توالى الى ذهنه صدى وقع صوتها المرهق ، شعر بنوع من الحزن لحالها ، فهي طفلة صغيرة وقد قاست الامرين ! ....... الا انه تذكر ذلك الوعد

الوعد الذي قطعه منذ سنوات طويلة ، حيث لا يزال كالحديد المطبق على رقبته ويمنعه من التنفس ، ولكنه لا يكره هذا على الاطلاق

بل هو موقن بضرورة الحفاظ على وعده الابدي ، فطالما كانت هي من تحميه عند الحاجة والان هو وقته لرد الدين ، حتى وان لم تعد في هذا العالم ... بعد الان

تذكر ذلك اليوم ، يوم اسود حالك وبارد حيث هبت عليه رياح الازهاق من كل مكان واختفت منه اضواء الحياة وحل مكانها الحقد والكراهية والبهتان

يوم قرر فيه اب ان يتخلى عن فلذة كبده وسط اصوات صراخ فتاة مستنجدة بأي حي في المكان ، فتح عينيه بهدوء بعدها وهو يتنهد بحدة ، فلطالما لاحقه هذا الكابوس اينما ذهب ! كم مر على هذا اصلاً ؟ عشرون عاماً كلا بل خمس وثلاثون او اكثر حتى !

وهو بهيئته هذه التي جعلته مسخاً بشرياً بسبب خطأ واحد ارتكبه ! وان ما تفك هذه اللعنة فسوف تفيض روحه للعالم الاخر بعدها ، ترقرقت عيناه بالدموع فأغمضها تاركاً محيط ذكرياته يجرفه بعيداً مع ذلك التيار الهادئ

تجمعت الغيوم السوداء في الخارج لتغطي القمر بحجاب اسود من العفة الا ان ما اختفى خلف هدوئه كان اعظم واشد حلكة من سواد الليل ممتزجاً مع شر ورعب هذا العالم

حيث علا صوت الزجل في كل مكان وهو يتضارب مع السماء ليترك تصدعات مهيبة فيها وينسى يوماً كان مجرد ذكرى من كتاب ممزق مبتل الاوراق











عند آيـآمي

القوها بقوة على الارض حتى شعرت بقفصها الصدري وهو يتكسر من قوة السقوط ، سعلت بشدة ورفعت نفسها بصعوبة وهي تسمع صوت همس حولها

نظرت في الارجاء لتفاجئ بهم جالسين وسط الصمت ، خلف ظلال الظلام المطبقة على المكان

بأجساد تتراجف بخوف ورعب وعيون مرقرقة من الدموع التي لا تنفك ان تنهمر بغزارة ، اصواتهم فيها بحة مؤلمة دليلاً على التعذيب الذي حصلوا عليه

اطفال في عمرها او اكبر بقليل ، مكبلين بسلاسل الحديد من اخمص اقدامهم الى اطراف اناملهم ! جلست تتأملهم بصدمة بالغة وهم ينظرون اليها بتساؤل واستفهام

تراجعت قليلاً زاحفة حتى اصطدمت بقضبان الزنزانة الحديدية ، كانت باردة ادخلت الى نفسها شعور الفريسة المحاصرة بصائدها ، اقشعر جسدها وهي تتحسس الارض حتى شعرت بسائل بارد

رفعت يدها لتشاهد تلك اللطخة الحمراء فانتفضت بسرعة وهي تنظر الى بقعة الدم التي ارتسمت على الارض بشكل مرعب

اعادت النظر اليهم مستفهمة ، لم يجيبوها بل اشاحوا بوجوههم عنها وهم يتحاشون ان تلتقي ابصارهم خشية ان يجيبوها عن سؤالها الذي لاح هديره في اذنها مصدعاً

اخرجت لفحة هواء حارة من داخل رئتيها الضيقتين وهي تستوعب ما حل بها للتو ! نظرت الى الارجاء واستطاعت ان تعرف بوجود سبعة اطفال هنا الا انها لم تفهم سبب وجودهم

الافكار تلاحق عقلها وهي تقنعها بأنهم هنا مثلها ! لاجراء التجارب عليهم وسلب حريتهم المطلقة منهم ، زمّت على شفتيها وهي تشعر بالقهر الشديد منهم ، فالبشر مخلوقات كريهة ... لا يستهويها الا الترهيب والتذليل والتعذيب !

حتى وان كانت على حساب الابرياء الذين لم يقترفوا ذنباً يذكر ، تشعر بالدم يغلي في عروقها وهي تشاهد الكدمات التي شابهت كدماتها وهي تغطي اجسادهم ، الرهبة والخوف لا ينفكان يختفيان من بريق عيونهم الباهت

عضلاتها قد ارتخت تماماً من هذا الجو الهادئ والذي حل البرد عليه ضيفاً ، عيناها خاملتان بفعل شيء لم تفقه اليه ، فالجو حولها غريب وكأنه مشبع بنوع من المخدر الذي يسرق وعيهم ببطء

حاولت ان تقاوم شعورها الغريب بالرغبة بالنوم وهي تتذكر ما في صفحات ذكرياتها ، رغم انها لا تحتوي الا الترهيب والخوف والظلام ، الا انها افضل لها مما ينتظرها في المستقبل المجهول

بالكاد استطاعت ان تحافظ على آخر قطرة من وعيها المهدور في السكون ، اغمضت عينيها باستسلام لواقع لا يفرق بين الناس والأحلام

صوت وقع قطرة من الماء على لطخة من السواد الحالك ، ايقاع منتظم وهادئ من الحلكة والخفوت حيث رُسم كل شيء في تلك اللوحة بالسواد

حبال السكون قد قطعت بصوت كأصوات الملائكة ، يغني تهويدة هادئة غير مفهومة الكلمات ، وسط ضياع عيون تلك الطفلة التي تطفو مع التيار

انحسرت كل آلامها في اغنية هادئة جداً ، تلألأت وسط مياه سوداء قاحلة امدت الى مالا نهاية من الزمان

يد شاحبة امتدت نحوها وهي تضم وجهها الصغير ببشرة باردة امتزجت مع لوعة غريبة دستها في نفسها بلمسة واحدة

خالية ، مجرد دمية خالية من الحياة قد كسرت ايديها المصنوعة من خشب الآرو العتيق ، ومن داخل تجويفها الخالي ، غنّت موالاً كره الاحياء سماعه

حيث انعكست روح الضياع في عينها المتخللة بالكسور المتشققة ، شعور السلاسل الحديدة على رقبتها وأخمص قدمها كان بارداً ، موحشاً ، متفرداً بصور غريبة من ماضٍ ، حاضر ، او مستقبل ! لم تعرف حقاً

كل ما حولها عالم اسود ارتسم بشهقة انسان حاول النجاة مرة من بين براثن الذئاب ، الا ان ضعفه وقلة حيلته كانا سبب الهلاك

الا ان صوتاً صارخاً لاح في افق عقلها المتهاوي ، منادياً بغضب مزمجر : استيقظي !

انبلجت عيناها كباب قد فتح بغضب عارم ، حام بصرها حول المكان بعد ان استيقنت بأنها في مكان مختلف عما كان سابقاً ، نظرت حولها الى الغرفة الخالية التي وضعت فيها

متوسطة الحجم ، فارغة تماماً ، لا تحتوي الا ذلك المصباح ذو الشعلة الزيتية التي بدأت بالبهتان مسبقاً

لا يخفى عليها القلق الذي اجتاحها في لحظة غافلة عن مقصد وضعها منفردة في هذا المكان المعزول

شعرت بصداع حاد يحطم تجويف جمجمتها الصغيرة فوضعت رأسها بألم عليه وهي تغمض عينيها بشدة منتظرة خفوت الالم بعد لحظات

خفت الالم ففتحت عينيها على صوت جوهري غاضب : ما بكِ ؟ هل انت بخير ؟

ظهر شبح ابتسامة على وجهها المصفر لتقول بنوع من الارهاق والغثيان : اجل انا بخير ... اظن

تنهد ريو بقليل من الراحة وهو يجوب بعينيه في ملامح الغرفة الخالية تقريباً ، قطب حاجبيه بقوة منزعجاً من الهواجس التي باتت تكافح وتزاحم في عقله

راودته الكثير من الافكار الغير عقلانية فحاول طردها جاهداً وهو يفكر بطريقة لاخراجها من هذا المكان قبل فوات الاوان

نطق بجملة واحدة وبهدوء شديد : آيـآمي ، اخرجيني ودعيني احطم هذا المكان

ضاقت عينا آيـآمي بتعجب لترد عليه باستفهام : وكيف ذلك ؟

تذكر شيئاً ، هي لا تزال صغيرة ولن تقدر على تحمل خروجه من جسدها خاصة وان قواها الشيطانية مختومة داخلها في الوقت الراهن

زفر بحدة ليخرج الغضب الذي انتابه في تلك اللحظة ، لا يزال غير قادر على فعل شيء بسبب قوة الختم الذي وضع عليه

اغمض عينيه مفكراً فيما يجب فعله ، مضت لحيظات حتى فتح عينيه مجدداً واذا بكل افكاره تتبدد دفعة واحدة

شعر بانتكاسة خفيفة في جسده وعقله فاغمض عينيه وهو يحاول كتم ما شعر به من الم في تلك اللحظة ، فكلما شعر بهذه الانتكاسة يحدث امر سيء ... امر دموي وشديد التأثير في الانفس

تعجبت آيـآمي من تصرفه الغريب هذا ولكنها كتمت الامر في نفسها فهي الان في وضع لا يحسد عليه احد ، جابت عيناها الغرفة وهي تحاول ان تجد ثغرة تمكنها من الهروب منها الا انها باءت بالفشل الشديد

القت بنفسها على الارض وهي تشدق السقف بنظراتها الحادة والغاضبة ، بدأت تشعر بأمر ما ، تغير جذري بدأ يظهر في شخصيتها مع مرور الوقت

في السابق لم تكن تشعر بهكذا غضب ولم تحمل الحقد والكره على احد ، اما الان فقد بدأت حقاً بالغرق في بحر اسود وسط عاصفة هوجاء سببتها الظلمة الابدية المختومة في عالم من النسيان والتدمير

انه يكبر ويكبر داخلها ، ذلك الظلام الحالك المرعب ، لا يتوقف عن ارساء الوساوس في عقلها ولا يكتفي برؤيتها تتعذب قط

وحش سادي قد امتحش جلده بشدة مع عظمه حتى تحول تماماً الى نار مستعرة ذائبة الثنايا تخبئ كل شرور العالم داخلها

شيطانية بحتة ونقية تستوطن داخل قلب هذه الطفلة القابعة بين اربع جدران باردة مسودة ، اخرجت تنهيدة طويلة مملوءة بالالم والخسران حتى انتهت لفحة الهواء التي تمتلكها

سمعت اصوات اشخاص في الخارج من ذلك الباب الحديدي الموصد الموجود في طرف الغرفة والذي لا يحتوي حتى على نافذة صغيرة ليتخللها ضوء او ظل

سمعت صوت ادخال المفتاح في القفل حيث اداره بصرير خفيف وامسكت بالقبضة الحديدية التي دارت بسكينة وخفوت حتى دفع الباب بصرير دوى في اذنيها وكاد يصمها من شدته وفظاعته

دخل من خلفه رجل يكسوه السواد من كل مكان ، يرتدي قناعاً يغطي نصف وجهه ، ذو عين سوداء وشعر اسود حتى بنطاله و حذائه سوداوان ، الا ان بياض بشرته الناصع كان مرعباً كفاية بالنسبة لها

اغلق الباب وهو ينظر اليها ببرود ، شعرت وكأنه لا ينظر اليها اصلا ، وكأنه ينظر الى قلبها ويعرف محتوياته ، شعرت بالرعب منه فتراجعت زاحفة الى الخلف

حيث لم يخفف من رعبها منه شيء حتى ازداد بفعل خطواته الباردة التي يسير بها نحوها حيث التمعت في عينيه شرارة حمراء من الحقد والكراهية جعلتها تظن بأنه مجرد شخص حاقد يريد ان ينفس عن غضبه بأي شكل من الاشكال مهما كانت

توقف امامها كتمثال حجري اصم وهو يبعث بهالة غامضة اليها ، انحنى منها وهو يمسح على وجنتها بيد دافئة عكس ما يحويه من برود داخله

لا تعلم لما ولكنها شعرت به يبتسم بشر مطلق من خلف ذلك القناع الاسود لتبرز اسنانه البيضاء معلنة عن بدأ اللعبة القذرة

رفع يده عالياً لتهوي بسرعة خارقة في الهواء و ...







في عالم الشياطين

كان جالساً على كرسيه يهز رجله بطريقة هستيرية وغضب واضح على ملامحه حيث اسند رأسه على يده وهو ينظر الى الفراغ ويفكر بأي احتمال بأختفائها

لم يسعفه الوقت على ان يعلم الى اين ذهبت فهي اختفت فجأة دون سابق انذار ، اراد ان يصرخ بقوة كبيرة معلناً عن غضبه والمه الا انه تراجع عن هذا بسبب ما فعله سابقاً فقد اكتفى من التدمير لهذا الوقت

وقف وهو يسير في حلقات لا منتهية وهو يفكر ويفكر غير قادر على ايجاد اجابات لاسئلته الكثيرة ، تنهد باستسلام عندما استند على الجدار

فاجئه دخول كازو المفاجئ حيث انحنى و قال بصوته الهادئ : والدي ! لم نعثر على شيء مطلقاً يبدو وكأنها اختفت بفعل طاقة قوية وانا ارجح ذلك التنين الاحمق

قطب حاجبيه بانزعاج وهو يفكر باحتمالية فعل ذلك التنين هذا لحمايتها ! بل ربما فعلها كي يتفرد بها ويقتلها من اجل الخروج وربما يمتلك خطة اخرى في ذهنه لا يعرفها احد

اشار بيده بقوة كبيرة في الهواء وهو يقول : كازو ارسل جميع الشياطين المختصة في اقتفاء الاثر وابحثوا عنها

انحنى كازو وهو يقول بانصياع : حاضر

خرج بسرعة من الغرفة ليدخل جيراهيم بعده وهو يحمل على وجهه علامات القلق ، انزعج ساتان من هذه الملامح فقال : مالامر جيراهيم ؟

انحنى جيراهيم ثم وقف مستقيماً وهو يقول باحترام شديد : ابي ، لا اعلم كيف اشرح هذا ولكن في بقعة اختفاء آيـآمي كان هناك قوة غريبة وبالغة القوة الا انها لا تعود لذلك التنين او لـ آيـآمي

شعر ساتان بانزعاج اكبر فقال بغضب مكتوم : لمن اذاَ ؟

اعتلت الجدية ملامح جيراهيم ليقول ببعض القلق : انها لاوتشيها ، لشخص بالغ القوة من الاوتشيها وطاقته تشابه مارينا تماماً

انبلجت حدقتا عينيه على اوجهما وهو يسمع هذا ، فمن يمكنه ان يمتلك طاقة تشابه مارينا الى هذا الحد ؟! ، بدأت الافكار تزاحم عقله مجدداً وهو يفكر باحتماليات كثيرة ربما لا تكون حقيقية

انزعج فضرب الجدار بقوة كبيرة سببت في تصدعاً ضخماً وسرعان ما تدمر الجدار وتفتت الى تراب وهو يشد على قبضته بغضب حتى ظهر شرار احمر منها من الغضب

كان جيراهيم واقفاً يشاهد والده بانتباه ، اغمض عينيه وبدأ حديثه بهدوء : ابي تنفس بعمق ان سمحت

نظر اليه ساتان بحدة جعلته يتوتر قليلاً ليقول : لما ؟

قال جيراهيم بهدوئه المعتاد : ارجوك اتبع ما اقوله فقط ، اغمض عينيك وخذ نفساً عميقاً واحبسه لبعض الوقت

فعل ساتان ما قاله له جيراهيم فأغمض عينيه واخذ نفساً وحبسه حيث ارتفع صدره من توسع رئتيه

اردف جيراهيم بعدها : والان اخرجه ببطء شديد

اخرج ساتان الهواء ببطء حتى انخفض صدره مثلما ارتفع بسبب تضيق رئتيه

اكمل جيراهيم : والان كرر هذا ثلاث مرات ومن بعدها ارخي رأسك على الجدار الاخر الذي لم تدمره

فعل ساتان كل الخطوات بسرعة وسلاله حتى ارخى رأسه على الجدار تماماً كما قال له جيراهيم تماماً

اكمل الاخير قائلاً : والان فكر في الامور التي تجعلك سعيداً فقط

اخذ ساتان يفكر واذا بلوحة ضخمة تظهر في عقله له ولمارينا وأبنائه السبعة وصورة تصورية لـ آيـآمي عندما تكبر وتصبح بالغة

ابتسم لا ارادياً على هذه الصورة الجميلة حيث شعر بكل عضلة ، مفصل ، عظمة ترتخي وشعر براحة عارمة عكس ما كان يشعر به من التعب والغضب والارهاق منذ برهة فقط

فتح عينيه وهو يبتسم بعذوبة فنظر الى جيراهيم وقال : انت حقاً المفضل لدي جيراهيم ، تستطيع فعل اشياء يعجز باقي اخوتك عنها ، مثل ان تريحني هكذا

ابتسم جيراهيم بهدوء ليقول بعدها : كل ما اعرفه هو من دروس والدي وكتبه الخاصة الموضوعة في مكتبته

ابتسم ساتان بشكل جعل جيراهيم يحمر خجلاً ليردف بعدها : اتمنى لو كان جميع اخوتك بمثل هذه اللباقة ، فـ كازو شخص متقلب المزاج وسادي ، ودان هادئ الاطباع الا انه مشاكس كالقطط و كاريو شخص ماسوشي يتلذذ بتعذيب نفسه وهناك ايضاً اراشي وهو شخص بارد الطباع كثيراً ومغرور ويرى نفسه اعلى شئناً من الاخرين واخيراً وقد يكون مشابها لك تشيتوسي وهو متواضع ورءوف الا انه همجي في بعض الامور

ضحك جيراهيم بخفة على كلام والده ليتنهد الاخير مستسلماُ لحال ابنائه ويردد بعدها : اتمنى ان تكون صغيرتي تشبهني انا ، والا سأنتحر شنقاً

كبت جيراهيم ضحكته المتفجرة فعندما قال والده شنقاً كان هذا امراً مضحكاً لان ساتان مستحيل ان يموت بسبب كهذا

بعدما هدأت نوبة ضحك جيراهيم اردف بقلق قائلاً : ابي لدي سؤال

تعجب ساتان واتضح ذلك على وجهه ليرد بهدوء : اسأل

اردف جيراهيم : بشأن قوى آيـآمي ، هل هي مستيقظة ام مختومة ؟!

شحب وجه ساتان بشدة ! فهو لم يفكر بهذا الامر مسبقاً ، وضع يده على ذقنه وهو يفكر بالامر ، فمارينا قد رحلت كي لا تؤثر قوى آيـآمي الشيطانية عليها ! ولكن الان هو لا يعلم شيئاً عن هذا الموضوع !

نظر الى جيراهيم بعيون منكرة وغير واعية ليردد : لا اعلم

ارتسمت الصدمة على وجه جيراهيم فأستأذن مسرعاً وخرج متجهاً الى حيث دانتاليون لعله يعينه في هذا الامر

كان الاخير جالساً يبحث في احد الكتب عن بعض الاشياء او التقنيات لتقفي اثر القوى المختفية ، وكان مندمجاً كثيراً في هذا

فتح باب غرفته كالصاعقة تماماً فتصنم في مكانه بعد ان وقف شعر جسده كالفأر الذي يرى الموت في زحف القط

اتى من خلف الباب صوت صراخ جيراهيم وهو يقول : دان ! احتاج اليك

تعجب جيراهيم من حالة دان الغريبة فتقدم منه ولمسه فسقط دان ارضاً مغشياً عليه وقد توقف قلبه عن النبض من شدة الصدمة التي تلقاها

امسك جيراهيم دان من ياقة ملابسه واخذ يصفعه بقوة كبيرة على كلا وجنتيه حتى تورمتا واصبح لونهما احمراً صارخاً

انزعج جيراهيم جداً وظهر عرق الغضب على وجهه فرمى دان بقوة على الارض ، كان باستطاعته ان يرى روح دان تتدلى من فمه من حالة الصدمة

اشتد غضب جيراهيم حتى احاطت جسده هالة حمراء فرفع قدمه عالياُ وضرب دان بقوة بها على صدره

صرخ دان بقوة كبيرة واخذ يسعل وهو يتمتم بعبارات غير مفهومة ، التفت الى جيراهيم بغضب وطعنه بقوة في رأسه حتى اخترقته يده وخرجت من الجهة الاخرى وهو يصرخ : جيرا ايها اللعين ! اتعلم بأني كدت اموت من الخوف ؟

قال جيراهيم ببرود ويد دان لا تزال تخترق رأسه : كل هذا بسببك ، لانك جبان وتخاف بسرعة

اردف دان قائلاً بصراخ : لستُ جباناً ، لقد مندمجاً في القراءة وقد افزعتني ايها الاخرق

تنهد جيراهيم وامسك بيد دان وسحبها من رأسه ليردف بعدها والجرح يلتئم : اسمع دان ، اريد تقنيه اقتفاء اثر خاصة جداً

ابتسم دانتاليون ليقول بعدها : انا وانت نمتلك نفس التفكير

اتجه نحو مكتبه وامسك بكتاب ما ليقول : لقد وجدت واحدة ولكن مكوناتها صعبة الايجاد

كتف جيراهيم يديه ليردف بعدها : وما هي ؟

تنهد دان وقال : قلب عذراء ، دم شخص من سلالة نبيلة ، قطعة من جلد ساتان ، واخيراً دمعة من الابن البكر لساتان

تحجر جيراهيم على اخر كلمتين قالهما دانتاليون واخذ يعبث بهستيرية بشعره وهو يصرخ : وكيف يمكننا ان نجعل ذلك الجحيم رقم واحد البتار يبكي ؟

تنهد دان مستسلماً وخائباً ليردف : لهذا تركتها جانباً فوالدي سيعطينا من جلده ولكن كازو .... لن يبكي حتى وان القي في الجحيم !

تنهدا كلاهما في النفس الوقت وهما يحاولان ايجاد طريقة تقنع كازو بضرورة البكاء وإعطائهم دمعة واحدة فقط !







عند آيـآمي

انتهى ذلك الرجل من مهمته فخرج تاركاً آيـآمي في حالة فوضى وهي مضرجة بدمائها وقد تورمت قدماها ويداها من قوة الضرب الذي حصلت عليه منه

فهو قد ارسل لتعذيبها بصورة بشعة جداً حتى لا تكاد تميزها من الدماء التي تغطي وجهها ، ريو كاد ان ينفجر من الغضب الذي حل به مطبقاً

ضم يديه من بعضهما وارسل بعضاً من القوى الشفائية الخاصة به حتى شفيت كل جراح آيـآمي دفعة واحدة

جلست وهي تستند على الجدار وتتأوه من الالم الذي تشعر به في كل جسدها ، فهو لم يرحمها مطلقاً وقد ضربها بوحشة مفزعة للكيان

حدثها ريو بصوته الجهوري وقال : سوف تتحسنين بعد برهة انتظري فقط

سعلت بشدة وهي تحاول ان تتكلم لترد عليه الا انها لم تقدر فأسندت رأسها على الجدار وهي تتنفس بصعوبة ، فقد امتلأت رئاتها بالدم حتى الشبع وهي الان تسعله خارجاً بقوة مؤلمة

خفتت شعلة الحياة اكثر من عينيها المتعبتين ، تشعر بأن كتفيها مثقلان كفاية بالهموم وهي الان وسط عذاب اكبر من سابقه بكثير

سمعت صوت فتح الباب مجدداً ولكن هذه المرة دخل شخص يرتدي زي المختبر الابيض ويحمل على وجهه ملامح هادئة ولطيفة جداً

شعره الارجواني مربوط الى الاعلى وقد جعلته عيناه الزرقاوات كمحيط هادئ يحتضن كل شيء بين امواجه الدافئة





اقترب منها وعيناه تلمعان بالحزن على حالها البائس هذا ، نظرت اليه بحقد وابتعدت عنه قدر المستطاع الا انه اقترب منها وهو يقول : لا تقلقي سوف امسح الدماء واعالج جراحك فقط

شعرت بنوع من الامان تجاهه الا انها لا تستطيع ان تثق به او تثق بأي شخص بعد اليوم فهي قد نالت الكفاية من العذاب الذي يكفي السرمدية

اشاحت ببصرها عنه وسط تعجبه من هذا الحقد الموجه له ، ابتسم بهدوء وهو يمد يده اليها ، شعرت بالرعب من تلك اليد التي تمد اليها فقامت بعضه بكل ما اوتيت من قوة

فهي لا تقدر ان تدافع الا بهذه الطريقة عن نفسها في الوقت الحالي ، اغمض ذلك الشخص احدى عينيه من الالم وهو يبتسم بخفة ليردف بعدها : تمتلكين اسناناً حادة

ارخت عضها القوي وابعدت اسنانها عن يده وهي تنظر الى ابتسامته الحنونة والمليئة بالدفء ، لمعت عيناها ببريق حزين لتقول بشحوب : هل انت هنا لتكمل عمل من اتى قبلك ؟

ظهر الحزن على وجهه بقوة ليقول بعدها بهدوء : كلا ، بل انا لاسعف جراحك واحاول ان اخفف وطأة العذاب عنكِ

ارتخى جسدها كاملاً بشعورها بالراحة تجاه هذا الشخص اللطيف ، مد يديه وهو يحمل بهما منشفة مبللة اخذ ينظف بها الدماء عنها ليقوم بنفس الابتسامة بعد مدة من الصمت : اسمي الطبيب اكاغاني سابورو ، وانتِ ؟

اغمضت عينيها وقالت بهدوء : آيـآمي

تعجب سابورو منها ليقول بهدوء : واسم عائلتك ؟

اشاحت بوجهها وقالت : لا يهم

ابتسم على طريقتها المتعالية واكمل مسح الدم حتى مسحه كله ، نظر اليها واعتلت وجهه الصدمة البالغة وهو يبحث عن الجراح والكدمات ! الا انها اختفت كلها

نظر الى عينيها الباردتين بصدمة فأردفت هي : لدي قدرة علاجية سريعة كوني هجينة و كون لدي ....

صمتت بعدها فأدرك بأنها لا تريد ان تكمل حديثها فابتسم وقال : هكذا اذا ..

الا انه سرعان ما حمل على وجهه الجدية ونوعاً من القلق وهو يردف في نفسه : " هذه مشكلة الان ! ان عرفوا بهذا فسيزيدون من قوة تعذيبها ! يجب ان لا يعرفوا ابداً ! "

ضمد يدها احتياطاً من ان تكون مكسورة ثم ربت على رأسها بخفة وهو يبتسم وخرج من الغرفة متردداً بشأن تركها هنا ، فهو مجبور على العمل هنا والا لما ساهم في تعذيب الاطفال ابداً

ارخت عينيها واستسلمت للنوم البديع وسط هذه الغرفة المليئة بالدماء المتناثرة على الجدران

اما سابورو فقد كان يسير بسرعة رهيبة وغضب جامح الى حيث يجلس دانزو مستمتعاُ بنتائج التجارب التي تجرى على كل الموجودين هنا

دخل الى المكتب بدون استئذان ليبتسم له دانزو بسعادة ويقول : اهلا بك يا عزيزي ، ماهي آخر النتائج

ضرب سابورو المكتب ليقول : والدي ! دعنا نتوقف عن هذا !

فتح دانزو عينيه بانزعاج ليقول : ولما علينا ان نتوقف ؟

شد سابورو على قبضته ليقول بغضب : انهم اطفال ! لا اريد ان اكون سبباً في هلاكهم مستقبلاً

ابتسم دانزو بشيطانية وهو يقول : ولكن هذا من اجل الصالح العام ! من اجل كونوها

انزل سابورو رأسه باحباط وقال : اجبرتني على تغيير اسم عائلتي حتى لا يعرف احد بأني ابنك ! وارغمتني على العمل هنا تحت تهديدك بقتل خطيبتي ! مالذي ترمي اليه اكثر ؟

وضع دانزو رجله على الاخرى وهو يشبك اصابع يديه على ركبتيه ويقول بهدوء : المثالية

ثم اردف دانزو بعد مدة من الصمت : التعذيب الجسدي لا يكفي ! فالتعذبوها نفسياً حتى نرى النتائج بشكل اوضح

زفر سابورو بحدة والتفت متجهاً الى الباب وسط هدوء دانزو الغريب والغير مبرر على الاطلاق

اما آيـآمي فقد فتحت عيونها على صوت فتح الباب مجدداً والارهاق لا يزال يحتل جسدها بالكامل !

كل ما شاهدته هو اقدام ذلك الشخص عينه الذي عذبها من قبل وهو يتجه نحوها ، حتى وصل اليها وانحنى وهو يحملها دون أي مقاومة ملحوظة منها لان قوتها تستنزف بسبب مخدر ما في الجو

حملها الى غرفة بيضاء ، بل ناصعة البياض لا تحتوي الا نافذة عريضة واحدة يراقب منها الاطباء من الخارج ومعهم سابورو الذي بالكاد حبس غضبه ودموعه من ان تسقط مما ينوون فعله

نظر احد الاطباء الى مجموعة من الرجال يحيطون الغرفة من الخارج وقال : نفذوا التقنية

قاموا بتنفيذ التقنية المطلوبة والجميع ينظر الى آيـآمي الغير مستوعبة ما يحدث هنا

مرت بضع دقائق الا ان شيئاً لم يحدث على الاطلاق وآيـآمي تشعر بشيء خاطئ ! شيء ليس في محله على الاطلاق

بعدها بدأت الرؤية تصبح غريبة لديها ، فهي ترى والدتها امامها وهي تضربها بطريقة عنيفة جداً ، حتى انها استطاعت ان تشعر بالضرب المبرح على جسدها وهي تتألم بشدة و تبكي بحرقة

كانت مارينا مختلفة عما كانت عليه ، فهي الان اشد عنفاً ورعباً من السابق وهي تبرحها ضرباَ

بالنسبة لمن في الخارج كانوا يرونها تبكي دون سبب وتتحرك بطريقة هستيرية بلا وجود احد معها في تلك الغرفة البيضاء ، عرفوا بأن التقنية قد نجحت نجاحاً باهراً وهاهي الان تعطي نتائج مذهلة

تبكي وتبكي دون فائدة ، فكل ما تتلقاه هو الضرب المبرح ، حتى امسكت مارينا بيد آيـآمي وقامت بكسرها بأن لوتها بشدة في الاتجاه المعاكس وقد كسرت واقعاً وليس توهماً

اخذت تدوسها بقدمها وهي تصرخ عليها وتنعتها بنفس العبارات التي كان اهل كونوها يطلقونها عليها ولكن بطريقة اشد فظاعة وتأثيراً في النفس

علمت آيـآمي بأن هذه المرأة ليست امها وانما مجرد وهم حي ، قد يكون بسبب تقنية ما او ان هذه الغرفة تحتوي امراً مريباً

وبالطبع كان هناك حاجز منع اتصال ريو وآيـآمي فلم يتمكن من فعل شيء على الاطلاق

توقفت مارينا عن ضرب آيـآمي وهي تنزف من كل الجهات في جسدها وتنظر الى آيـآمي بنظرات وعيد بالقتل

شعرت آيـآمي بالرعب الشديد حتى ارتسم على وجهها بقوة وهي تقول : كلا ، انتي لستِ امي ! كلا

ابتسمت مارينا بخبث العالم مجتمعاً ، حيث مدت يدها الى آيـآمي الا ان ظهور كازو قد منعها من ذلك حيث قام بأمساكها من رقبتها ورفعها عالياً في السماء ، وقد القت مارينا على مسامع آيـآمي نفس العبارات التي قالتها قبل موتها بقليل

ثم انتزع كازو قلب مارينا مجدداً لتتناثر الدماء على وجه آيـآمي

صرخت .... صرخت بألم ومعاناة ، صرخت صرخة اخرجت ما يحمله قلبها من هموم واثقال ، اخذت تبكي بطريقة هستيرية توجع القلوب وتفكر الفؤاد

حيث غطت اذنيها بيديها وهي تصرخ بحدة ودموعها الحارقة تأبى التوقف عن الهطول من عينيها كالشلال

حيث تكرر الامر امامها مجدداً ، عذابها مع والدتها ومقتلها امامها ، من يتحمل امراً كهذا ؟

الا انهم لم يكتفوا بمرة ، بل كرروها مرتين ، ثلاُث ، اربع ، وفي كل مرة يصبح الامر اشد رعباً وترهيباً من سابقته

فقدت عقلها تماماً ، لم تعد عيناها واضحتي الملامح بعد الان ، بل هما ضائعتان في نفس مجهولة المكان ، مكانها الان غير معروف ، الالم فقط هو ما يحكمه ، الضياع والارهاب فقط !

حملوها بعد برهة الى تلك الغرفة التي تحتوي على الاطفال مجدداً والقوها على الارض بقوة كبيرة ، تجمعوا حولها وهم يحاولون ايقاظها بشتى الطرق

حتى استيقظت بعد ساعة كاملة ، ابتسم الجميع من حولها لها الا انها تراجعت بسرعة مرعوبة مما حدث امامها الان !

اقترب السبعة اطفال منها واخذوا يخففون عنها ، كانت لا تزال ضائعة ، غير مدركة لما حولها على الاطلاق ، الا ان ابتساماتهم العذبة قد شجعتها واعطتها دفعة كي تفهم الامور مجدداً

جلست بينهم وهي تنظر اليهم ، هناك من هو اكبر منها وهناك من هو في عمرها ، اربعة صبيان وثلاث فتيات

كل منهم لديه قدرة خاصة رمتهم بين غياهب هذا الجحيم الذي لا يرحم على الاطلاق ، تخلى اهلهم عنهم مقابل بعض المال وسلموهم للهلاك بيديهم

شعرت بشعور غريب ، شعور بالألفة والترحاب ، شعور بالدفء النقي الذي لم تعرفه ابداً ، ابتسمت وقد شعرت بأنهم قد تقربوا منها بسرعة كبيرة

مرت عدة ايام على نفس الموال ، يأخذونها ويعذبونها نفسياً وجسدياً ويعيدونها مضرجة بدمائها القرمزية وسط نحيب الاطفال لاجلها بأن يرحموها قليلاً

في يوم ما دخل الطبيب سابورو اليهم وهو يبكي بحرقة على حال الاطفال الذين لم يتلقوا أي رحمة على الاطلاق ، سقط على ركبيته وهو يضع يديه عليهما ودموعه لا ترحمه كذلك من السقوط وهو يردد بحرقة : انا آسف ! آنا آسف ! انا آسف ! آنا آسف ! انا آسف ! آنا آسف !

اقترب جميع الاطفال منه وهم يحاولون تهدئته والتخفيف عنه ، فهم يعرفون بأنه طيب القلب ولا يقبل بمثل هذا امر ! ابتسم لهم وضمهم جميعاً ونظر حوله الا ان لم يجد آيـآمي

شعر بالقلق فسألهم عنها ، فأخبروه بأنها في الغرفة المنفردة كالعادة ، ترك الاطفال وذهب اليها مسرعاً وهو يرجو بأنها لم تتعذب بعد !

دخل واذا بها متكورة على نفسها ودمائها تغطيها من كل مكان ، والكدمات لا تزال موجودة على جسدها لانها لم تعالج كل ما حل بها من ايام سابقة

اسرع بالجري نحوها وحملها الى حضنه ليضمها اليه ويبكي مجدداً ، لقد اكتفى من هذا وهو يريد ان ينهي الامر مرة والى الابد

لن يسمح للمزيد من الاطفال بأن يتعذبوا هكذا بلا رحمة على الاطلاق ! انزلها على الارض مجدداً وهو يبتسم وسط دموعه المنهمرة ، ويحاول ان يرى أي وعي في قسماتها الضائعة في العذاب ، الا ان عينيها لم ترحماها كي تدرك ما يجري حولها الان

فهي قد فقدت الاحساس بالزمن و بنفسها في ان واحد ! ، اقترب منها وقبلها بحنان على رأسها ثم تركها وخرج الى خارج الغرفة بغضب شديد

بعد خروجه دخل احد ما وحمل آيـآمي الى مكان لا احد يعرفه سواه

دخل سابورو الى مكتب والده وسط دهشة دانزو من وجهه المتهكم هذا ، نظر اليه بغضب وصرخ : يكفي ! يكفي ما تفعله بحق الاطفال من اجل كونوها ! فالتذهب كونوها الى الجحيم ان كانت تعتمد في تطورها على سفك دماء الابرياء

ابتسم دانزو وقال : ومن قال لك بأنها تعلم بهذا الامر ؟

اتسعت حدقتا عينيه على اوجهما ليقول بلا تصديق : مـ ... ماذا ؟

اكمل دانزو بنفس الطريقة : هذا امر سري لا يعرف حتى الهوكاجي بشأنه !

بدأ جسد سابورو يرتجف كلياً من هذا الكلام الغير معقول ! فهنا تجرى التجارب على الاطفال دون علم احد ، غير دويهم طبعاً

احتكت اسنانه ببعضهم حتى اصدروا صريراً غاضباً مزمجراً كاد يفتتهم الى فتات ! صرخ بقوة جعلت دانزو ينتفض : انت انسان حقير ! لا تفهم ولا تدرك ما يجري حولك ! كل ما تريده هو كونوها ... كونوها ... كونوها ! مالذي فعلته كونوها لك لتقع في عشقها لهذه الدرجة ؟! هذا يكفي ! دع الاطفال في حال سبيلهم واعمل هذه التجارب على جنود الاعداء ان اردت ! لكن لا تنفذها على من ينتمي الى كونوها نفسها !

اسند دانزو رأسه على الكرسي ليقول ببرود معتاد : هذه تضحيات ضرورية من اجل المثالية !

انعقد لسانه تماماً ! فلا فائدة ترجى من حديثه مع شخص كهذا على الاطلاق ! مالذي يرمي اليه دانزو ؟ هل هو مجنون ؟ هل لديه نوع من الامراض النفسية ؟ حتى افظع سفاح في التاريخ لم يفعل كهذه الفعلة الشنيعة !

اخذ يترنح ووضع يده على رأسه بسبب الالم الحاد الذي اصابه في تلك اللحظة ، نهض دانزو ووقف امام ابنه الوحيد وهو ينظر اليه بخبث وكره ليقول : انت دائماً ما تعارضني سابورو ! توقف عن هذا وكن ابني لمرة على الاقل

نظر اليه سابورو بعيون تلمع حقداً وقال : بل انت الذي عليك ان تتصرف كأب لمرة واحدة ! دائماً ما تستغل كوني طبيباً ماهراً في افعالك الشنيعة والفظيعة حتى لو لم ارد هذا !

فتح باب مكتب دانزو قبل ان يستطيع الرد ورمى ذلك الشخص ما كان يحمله بين يديه ليصرخ سابورو بخوف وقلق : آيـآمي !

التفت الى دانزو وامسكه من ياقة ملابسه وهو يصرخ في وجهه : مالذي فعلته هذه المرة ؟

اردف دانزو ببرود : قمنا بحقنها بمختلف انواع السموم القاتلة والقوية كي نرى مقدار صمودها امامها

شهق بقوة كبيرة كادت ان تقطع حباله الصوتية ! فقد فقد والده عقله تماماً وغاص في غياهب الظلام واللا عودة !

اعاد بصره الى آيـآمي التي تنتفض بشكل مرعب وهي تصرخ بحدة كبيرة ، كانت تشعر بأن عظامها تتحل وتتكسر في نفس الوقت ، دمها يغلي في عروقها ، ورأسها يكاد ينفجر من شدة توسع اوعيتها الدموية ! ازرقت بشرتها تماماً وهي تنزف من رأسها بشدة !

كانت تصارع الموت بشدة في تلك اللحظات ، حاول سابورو ان يتحرك الا ان جسده ابى ان ينفذ اوامره ، لان والده قد عمل تقنية ما ارسته مكانه دون حراك !

نظر الى دانزو بحقد شديد ليقول دانزو : لقد مللت منك ! لم اعد احتاجك على الاطلاق !

شعر سابورو برأسه يتشقق ! حيث نزف دماً حاداً وسط دهشته لان والده ينوي قتله حقاً ! نظر الى آيـآمي واذا بها توقفت عن الحراك وهي تتنفس بشكل سريع

علم بأنها استطاعت التغلب على تلك السموم القاتلة وهي الان تحاول ان ترتاح فقط ، ابتسم وهو ينظر اليها

اما هي فقد فتحت عينيها الا ان غشاوة بيضاء كانت عليها ، اختفت تدريجياً وهي تنظر الى سابورو الذي يبتسم لها بحنان شديد

قالت بصوت ضعيف ومتقطع : سـ ... سينسي !

اتسعت ابتسامة سابورو ، فهذه اول مرة تناديه بهذا ! اردف بعد مدة من الصمت : آيـآمي !

رفعت رأسها وهي تنظر اليه ليكمل هو : انتي اول طفل اشعر معه بالدفء ! وكأنك ابنتي التي لم الدها !

صمت للحظات ثم اكمل : انا احبك !

في لحظة ... تحرك دانزو بيده التي تحمل تلك السكين الحادة

في لحظة ... قطع حنجرة ابنه وطعنه في قلبه

في لحظة ... تهاوى جسد سابورو في الهواء امام عيني آيـآمي المرعوبة

في لحظة .... علا دوي ارتطامه بالارض

حيث سالت دمائه بشكل مقزز على الارض مكونة بحيرة صغيرة ذات مياه حمراء

زحفت آيـآمي بشتى ما اوتيت من قوة نحو جثة سابورو الهامدة حتى وصلت اليه وجلست تنظر اليه بعيون مصدومة ! وضعت يدها على صدره وبدأت تحركه وهزه وهي تصرخ : سينسي ! كلا ! ارجوك استيقظ ! انت تمزح اليس كذلك ؟ استيقظ ارجوك

عندما ادركت بأنه لن يستيقظ مهما حاولت ذلك ! رفعت يديها لتنظر الى دمائه وهي تغطيها ليتراءى لها مقتل والدتها امام عينيها !

وضعت يديها الملطختين بالدم على وجهها لتصرخ بهستيرية حادة ! لم يقاطعها الا تلك الركلة من رجل دانزو والتي دفعتها على الجدار بقوة كبيرة !

اعطى الاشارة للواقف امامه حيث حملها وتم اخذها الى تلك الغرفة المنفردة مجدداً ! ولكن هذه المرة تم تكبيلها بالسلاسل الفولاذية التي الصقتها بالجدار ، وقام ذلك الرجل بحمل نوع من السياط وبدأ بضربها به بشتى الطرق المتوفرة لهذا

لم تصرخ للحظة واحدة ، كل ما كانت تشعر به هو الرعب الذي شاهدته حينما مات سابورو امام عينيها منذ لحظات قليلة !

وتلك السياط الحارة لم تكن الا تعزيزاً للخوف الذي ارتسم في نفسها من هذا المكان الموحش ! كم مر عليها هنا ؟ شهر ؟ شهران ؟ اربعة ؟ ستة ؟ ، لا تعلم فهي قد فقدت قدرة الشعور بالوقت من قوة التعذيب الجسدي والنفسي والمعنوي الذي حصلت عليه هنا !

توقف ذلك الرجل المكسو بالسواد عن ضربها بالسياط وتقدم ناحيتها كي يفك اسرها ، فقد امره دانزو بأن يتفنن بتعذيبها قدر الامكان ، لانها في نظرة هجينة وابنة خطيئة !

امسك بها من رقبتها وهو ينظر اليها بعيون خالية من التعبير ورماها بقوة على الارض الصلبة لتسعل بقوة

وضع قدمه على صدرها واخذ يضغط عليه حتى سمع صوت عظام قفصها الصدري وهي تتكسر ببطء شديد ، حبست صراخها الذي يمتعه اكثر من أي شيء في هذا العالم ليزيل رجله عن صدرها

بدأ بضرب ايديها وارجلها برجله بقوة غير طبيعية حتى تحطمت عظامها تماماً وظهرت اصوات التحطم ليبتسم من خلف قناعه الاسود وتحتل الشرارة الحمراء عينيه السوداوتين !

اكمل واكمل تحطيم عظامها بنشوة لم يشعر بها من قبل مع أي طفل سبقها ! وضع رجله على عينها وهو ينظر اليها بوعيد ونية عارمة في الايذاء

لم تكن تشعر بيديها على الاطلاق ! فعظامها قد تحطمت وانتهى الامر ، الا ...

ان ابتسامة شيطانية مرعبة اعتلت على وجهها في لحظة لتسمك بيديها المتحطمتين رجل هذا الرجل ، ارتعب للحظة مما فعله وهي تنظر اليه بعيون يتطاير الشرار منها بشكل مرعب

قالت بطريقة شيطانية محضة : هل يعجبك هذا ؟ هل تشعر بالنشوة والاثارة ؟ اذا اكمل ! دعني اشعر بما انت قادر عليه ! فكل ما انت قادر عليه هو تعذيب الاطفال ايها الحقير ! كل ما لديك هو استضعاف من هو اضعف منك ! انت لا شيء ! مجرد نكرة وجدت في هذا العالم البائس بالخطأ ! لا تظن باني سأعطيك صوت صراخي مجدداً ! كلا يمكنك ان تفعل ما تريد ولن ترى مني الا ابتسامتي هذه فقط !

شعر بدمائه وهي تغلي في عروقه من غضبه لهذه الاهانة التي رمتها عليها فقام بالضغط بطرف رجله على عينها حتى .... فقأها !

اجل قام بفقأ عينها اليمنى وتناثرت دمائها على قناعه وعلى بياض وجهه المكشوف ، الا ان كل ما حصل عليه هو دوي ضحكتها الشيطانية التي علت الاجواء وارست في نفسه الرعب الشديد منها ومن تصرفتها الغير مبررة !

تراجع حتى سقط من الخوف منها ! سمع صوت عظامها وهي تعود الى مكانها لشفائها وسمع صوتاً غريباً اتياً من عينها اليمنى ، حيث عادت كما كانت قبل ان تفقأ ! وهي لا تزال تبتسم حتى بعد ان شفيت تماماُ

نظرت اليه بتعال لتقول : هل اكتفيت ؟

لم يجبها ! بل اسرع راكضاً الى خارج الغرفة ليبلغ دانزو بما رآه ! الا انه توقف عند الباب لسبب لا يعرفه !

بدون شعور منها رفعت يدها عالياً باتجاهه و اوقفته عن الحركة ، حركت يدها فرجع اليها طائراً وهو يصرخ بخوف هستيري !

كانت تشعر بنوع من المشاعر الغريبة ! شعور ان لا تكون هي ، وكأنما هي تفعل هذا بفعل شخص آخر !

اتسعت ابتسامتها الشيطانية وهي تنظر اليه بنظرت مرعبة ، فردت يدها امامه لتقول بهدوء : سوف آخذ نشوتي منك كما اخذتها مني !

بدأ جسده بالتمدد فجأة وكأنما يملأ الهواء بالوناً ، بدأ حجمه يكبر بسرعة غير طبيعية واصبح ككرة هواء ضخمة ، اتسعت كل من ابتسامتها وعينيها لتقول : الى اللقاء

فرقعت بأصبعيها لينفجر هو وتتناثر دمائه واحشائه في كل مكان في الغرفة وعليها كذلك ، ضحك بقوة حتى دوت ضحكتها في كل مكان

الا انها توقفت في لحظة وسقطت مغشياً عليها في الغرفة على بركة الدماء الضخمة هذه !

فتحت عيونها بعد مدة من الزمن في غرفة واسعة مختلفة عن سابقتها تماماً ! تعجبت من هذا الا ان تعجبها زاد من رؤيتها للاطفال من حولها وهم يحاولون ان يوقظوها !

ابتسموا لها وعبروا عن سعادتهم لكونها بخير ، ابتسمت لهم غير متذكرة ما حدث معها قبل ان يجلبوها الى هنا ، تجاهلت هذا وركزت على شعورها بالسعادة نحوهم ! فهم اول اصدقاء حصلت عليهم في حياتها كلها وقد عزز من صداقتهم العذاب المشترك بينهم !

جلست بصعوبة وهي تتحدث معهم وتسألهم عما حدث ، فأجابوها بأن مجموعة من الرجال جلبوها الى هنا مضرجة بدماء غريبة ومغطاة بأشياء اخرى ، الا انهم قاموا بتنظيفها لاجلها

ابتسمت وهي تحاول التذكر رغم انها لم تستطع ذلك على الاطلاق ، وكأن هناك فجوة سوداء في تلك اللحظة من معاناتها !

تنهدت بقوة وهي تسند رأسها على الجدار الموجود خلفها ، فتحت عينها على صوت فتح الزنزانة لتنظر الى مجموعة رجال يحمل كل منهم سكيناً يدخلون ويشكلون صفاً عرضياً

دخل دانزو بعدها وتوسطهم وهو ينظر الى آيـآمي بحقد كبير ، ثم قال لها بهدوء : سوف اعلمك معنى ان تقتلي احداً من كونوها

تعجبت من هذا ، الا انها ركزت على يده التي تحركت وتحرك الرجال من خلفها حيث انقضوا على الاطفال وامسك كل منهم بواحد ليبدؤوا بالبكاء ! صدمت جداً من فعلته فحاولت ان تتحرك الا انها لم تستطع وسقطت على معدتها بقوة وهي تنظر اليه وتقول : مالذي ستفعله ؟

لم يجبها ! كل ما فعله هو الاشارة ليقوم الرجال بـ ...

نحر الاطفال امام عيونها ، كل منهم تفنن في طريقة قتله للطفل الذي يحمله ، تركوا اجسادهم تتهاوى في الهواء قد ارتطمت بالارض واخذت تنظر اليهم بانكار وصدمة وخوف

فهذا شقت حنجرته ! والاخر قطع رأسه وهناك منهم من طعن في قلبه وغيره من الطرق الوحشية والفظيعة

تلونت ملابسها البيضاء بدمائهم الحمراء وسط عدم ادراكها لما حدث الان ! تكفيها الصدمات المتوالية والان تأتيها صدمة جديدة سترسي رعباً وكوابيساً غير منتهية في عقلها وذكرياتها !

تقدم احد الرجال منها وسحبها بقوة من يدها وهو يجرها الى خارج هذه الزنزانة الدموية ، حيث شاهدتهم ينفثون النار على جثث الاطفال ليحرقوها

انعكس لمعان النار على عينيها الزرقاوات بصدمة بالغة وهي تحاول ان تحمي هذه الصور الفظيعة من ذاكرتها بشتى الطرق !

ادخلوها الى غرفة غريبة الشكل تتوسطها فجوة ضخمة دائرية الشكل وتحتها مساحة لا نهائية لنفق تحت الارض ! وتتوسط تلك الدائرة سلاسل حديدة مخصصة لامر ما ، دخلوا وقاموا بربطها وسط تلك السلاسل لتتهاوى في الهواء وهي تنظر الى الاسف حتى توقفت عن الحركة تماماً ، على الجوانب الاربعة للسلاسل كان يقف رجل يرتدي لباساً اصفر عليه علامة غريبة

وفي اعلى السقف كان هناك رسم مرعب لوجه امرأة مشوهة وهي تنزف دماً اسود ، لا تعرف كيف ولكن الدم كان يسقط على وجهها ويتبخر بعدها تاركاً علامة حرق

ارتعبت اكثر وهي تنظر الى دانزو الذي اعطى الاشارة مجدداً فانحنى الرجال الصفر ووضعوا ايديهم على السلاسل ليصرخ دانزو : الان !

بدؤوا بتنفيذ تقنية البرق على السلاسل ، لتبدأ بصقع آيـآمي بلا رحمة ولا توقف ، اخذت تصرخ بهستيرية محضة وهي تشعر بتلك الصقعات المؤلمة تتوالى على جسدها المرهق والمحطم تماماً

زادوا من قوة تيارهم الصاعقي لتزيد هي من قوة صراخها ، ولكن ....

تلك الصواعق فعلت امراً ما ، جعلتها تتذكر حديث كازو معها عندما قال لها بأن لديها قوى مرعبة داخلها ، توقفت عن الصراخ وسط تعجب الجميع بما فيهم دانزو

شعرت بنفسها تسقط في تلك المياه السوداء مجدداً وهي تشعر بأمر ما يتدفق الى داخل جسدها

اخذت تردد داخلها : " مادام لدي قوى ! لما لا استعملها ؟! "

توقفوا فجأة عن ضخ الصواعق لها عندما ابتسمت هي بشيطانية مرة اخرى ، في ثانية واحدة فكت السلاسل من حولها واخترقت اجساد الرجال الذين كانوا يصعقونها برعدهم ! اما هي فقط طافت في الجو وهي تنظر اليهم بعيون خالية من أي تعبير الا الرغبة العارمة في القتل !

قالت بصوت سعيد ومدمر : سوف ادمركم جميعاً !

ظهر على جبهتها رمز غريب وكذلك تحت قدميها في الهواء ليحدث انفجار ضخم دمر المعمل كله ، وفي الخارج كانت لا تزال تطفو بنفس النظرات وهي تشاهد الباقين منهم بالاضافة الى دانزو مرعوبين بشدة

اتسعت ابتسامتها لتقول : تفضل ريو ، اقتلهم

لمعت عيناها ليظهر ضوء داكن اللون خلفها وهو يتضخم بشكل مرعب وغير عادي ، ظهر من خلفها تنين ضخم غاضب ومتأهب للتدمير

نظر اليهم بحقد ليقوم بأخراج شعاع بنفسجي اللون من داخل فمه وقتل معظمهم به ، ثم لوح بيده في السماء وضرب بها الارض لتنشق وتبتلع جميع الموجودين ! اما الباقين على الجهة الاخرى فالتفت اليهم بابتسامة خبيثة وقام بضربهم بقوة كبيرة بيده حتى عصرهم تماماً

صرخ ريو بقوة كبيرة صدعت الارض وسببت رياحاً عاتية سلخت جلود بعضهم عن لحومهم وفتتهم الى فتات يتطاير مع الرياح

اما دانزو الباقي فقد قام ريو بأمساكه وقام بقضمه واكله كوجبة نهائية لهذا اليوم ، اختفى ريو وعاد الى داخل آيـآمي التي كانت تضحك بشر

تفجرت قواها الشيطانية دفعة واحدة مما حول عينيها الى اللون الاحمر اللامع وهي تشعر بسعادة قصوى لهذه المشاعر الجياشة داخلها

من بين الاعشاب الخضراء التي اسودت تحت ستار الليل قفز ذئب ابيض اللون عليها وهو ينظر اليها بغضب وتعجب كبيرين

سقطت على الارض ليقف هو فوقها وينظر اليها بنوع من القلق الشديد لحالتها هذه ، نظر الى عينيها الحمراوتين اللامعتين

عرف بأنه لن يتمكن من كبح جماح كل هذه الطاقة ولكنه سيحاول ان يعيد معظمها الى النوم ! رفع احدى قوائمه بيديه وقام بعضها بقوة حتى ادميت تماماً

اما هي فلم تفعل شيئاً ولم تتحرك بل فقط ظلت تنظر الى هذا الذئب الابيض الغريب ! وضع قائمته على فمها وهو يشربها الدم بمحاولة منها بأيقافه الا انها لم تفلح ، ابعد قائمته واخذت تصرخ بقوة كبيرة جداً وهي تنتفض بفعل دمائه الذي دخلت الى داخلها !

عادت عينها اليسرى الى حالتها الطبيعية اما اليمنى فلم تتغير وبقيت على حالتها الشيطانية ، شعر بالاحباط لان قوته لم تكن كافية لقمع قواها الا انه ابتعد عنها لتجلس هي على ركبتيها وهي تنظر اليها بلهاث شديد

غضبت مما فعله لذا اخرجت سكيناً كان ملكاً لامها في السابق وملأته بدمها وقامت بطعنه به ! لم يغضب ولم يتعجب بل ابتسم فقط وسط دهشتها من هذه الابتسامة التي علت وجهه بهذه الطريقة !

تراجعت بالسكين وهي تنظر الى ذلك الضوء الابيض الساطع الذي صدر منه ! اغمضت عينيها من شدة سطوعه حتى بهت واختفى مجدداً لتعيد النظر اليه واذا بالذئب الابيض قد تحول الى رجل شاب !

شعره طويل واسود فحمي كالليل وعيناه فضيتان كالقمر ! كان يشبه والدتها كثيراً حتى انها لم تجد الكثير من الفروقات بينهما !








نظر اليها بابتسامة حنونة وانحنى الى مستواها وهو يسمح على وجنتها بهدوء ويقول : انتِ تشبهين مارينا كثيراً

وسط دهشتها الكبيرة خرجت عبارة من فمها المرتجف :كيف تعرف امي ؟

ابتسم وهو يقول : وكيف لا اعرفها وهي توأمي واختي ؟

شهقت بقوة كبيرة على اجابته هذه فتراجعت بسرعة خوفاً من خداعه لها ، شعر هو بذلك فوقف وهو ينظر الى بقايا ذلك المختبر وقال : قبل سنوات طويلة فقدت عدها ، كنت انا ومارينا توائم مقربين جداً من بعضنا البعض ، والدنا ، اوتشيها مادارا كان يضع الكثير من الامال علينا ، وقد دربنا بشكل رائع حتى غدونا مدهشين في القتال لدرجة لا تمكن احداً من هزيمتنا ! الا اني في يوم ما قتلت بعض الاشخاص من الاوتشيها بالخطأ فعرف والدي بهذا وبالنسبة له الاوتشيها اهم شيء والسلام الداخلي بيننا مهم له وما فعلته كان ليسبب نزاعاً ، لذا قرر انزال لعنة بي ، لعنة حولتني الى ذئب وسط صراخ اختي مارينا كي يتوقف ، الا انه لم يتوقف ، والطريقة الوحيدة لفك اللعنة هي بدم اختي ولكن بشرط ان تموت ! هذا الشرط كانت اختي على اتم الاستعداد لفعله الا اني منعتها ، لانه حالما تفك اللعنة فسوف اموت وتفيض روحي الى العالم الاخر ! ومرت السنوات وانا بشكل ذلك الذئب حتى اليوم هذا وما فعلتيه منذ قليل

كانت تستمع اليه بصدمة ودهشة بالغين ، فهي لم تتوقع مثل هذا الامر على الاطلاق ! ولم تتوقع ان يكون هذا الذئب هو خالها وتوأم امها !

اعاد النظر اليها وقال : شكراً لكِ آيـآمي على حلك للعنة المنزلة بي

لم تتكلم لانها رأت بأنه يبهت قليلاً شيئاً فشئياً وكأنه يختفي من الوجود ، وقفت بسرعة وارتمت في حضنه وهي تقول : كلا لا تذهب ، ارجوك ، ابقى معي

انحنى اليها وعاقنها بقوة ليقول : لا استطيع ، انا آسف

بعد لحظات قليلة اختفى تماماً كالشبح ما ان يظهر واذا به اختفى ، نزلت دموعها للمرة المليون في حياتها من القهر الذي تشعر به ، فكلما وجدت شخصاُ قريباً فقدته بسرعة كبيرة ، هل هي حقيرة لهذه الدرجة ؟

سقطت بعدها مغشياً عليها وسط الدمار الذي خلفته خلفها وبدون وعي منها ، الا انها لم تكن لوحدها فذلك الشخص كان يراقب ما حدث وقد رآها تسقط فاتجه ناحيتها و قام بحملها معه الى حيث يريد

مرت عدة آيـآم على ما حدث وانتشر خبر موت دانزو في كل مكان ، طبعاً كان قد امر من قبل بضرورة موت الاوتشيها الا ان العشيرة لم تبد الى الان بعد

فتحت عينيها بهدوء لتغلقها بسرعة مجدداً بسبب الضوء الساطع الذي رأته ، اعادت فتحمها لتنظر في الانحاء وتجد بأنها في غرفة مرتبة وتبدو خاصة بالصبيان كذلك ، شغل ناظرها ذلك الفتى ذو العيون السوداء والشعر الاسود والذي يبدو بعمرها وهو يحدق بها بابتسامة ليصرخ بعدها : امي ! ابي ! اخي ! لقد استيقظت !

فتح باب الغرفة ليدخل ثلاثة اشخاص الغرفة ويجلسوا بجانبها ، اعتدلت هي في الجلوس وهي تنظر اليهم

نطق احدهم وقد كانت امرأة بديعة الجمال : انا ادعى اوتشيها ميكوتو ، وهذا زوجي اوتشيها فوكاجو وهذا ابني الاكبر اوتشيها ايتاتشي وهذا الظريف بجانبك اوتشيها ساسكي !

ضاقت عيناها عندما سمعت باسم اوتشيها ، الا انها لم تعطِ الامر اية اهمية ، اردفت ميكوتو بعدها : وانتي ؟ ما اسمك ؟

نظرت اليها بعيون مستفهمة في البداية سرعان ما اجابتها لتقول : آيـآمي فقط

ابتسمت ميكوتو وقالت : اهلا بك بيننا آيـآمي ، لقد وجدك ايتاتشي بالامر فقط وقد جلبك الى هنا وقد كنتي بحال سيئة بحق !

نظرت آيـآمي الى نفسها واذا بجسدها مضمد من كل مكان وقد تم علاج جروحها كافة ، وعينها اليمنى مضمدة كذلك بشاش كثيف

نظرت اليهم ثم انحنت برأسها وقال : شكراً لكم ، وانا آسفة على اتعابكم معي

ابتسمت ميكوتو لتقول : كم انتي لطيفة ! يمكنكِ ان تبقي هنا كما تحبين

ثم قامت بالخروج برفقة كل من فوكاجو وايتاتشي ، تاركة ساسكي وحيداً معها ، التفت اليها ونظر اليها بقليل من البرود وقال : انتِ محظوظة لان آيتاتشي وجدك

تنهدت بقوة لتقول بعضها : قد لا اكون كذلك

زمّ ساسكي على شفاهه ليقول بعدها : انتِ غريبة الاطوار

اما العائلة الكريمة فقد اجمعت على احدى الطاولات وقد كانوا قلقين جداً مما حدث لهذه الطفلة الصغيرة ، نظرت ميكوتو الى ايتاتشي وقالت : اذا كيف حالها ؟

كتف ايتاتشي يديه ليقول : سيئة بحق ، فلديها الكثير من الكسور والكدمات الخطيرة ! وقد تأذت عينها اليمنى بشكل بشع كذلك وهناك كمية غير معقولة من السموم في مجراها الدموي ، ولكن لحسن الحظ اعطاها الطبيب المختص جرعة من الترياق اللازم لهذا

اغمض فوكاجو عينيه ليقول بعدها : المهم انها بخير ، ميكوتو لما لم تسأليها عن عائلتها ؟

نظرت اليه بحزن لتقول : هذا واضح ! انها لا تمتلك عائلة لهذا لم اسألها

صمت الجميع وهم يفكرن بهذه الطفلة الغريبة التي حلت ضيفاً عليهم فجأة !

مرت الان بضعة ايام على هذه الحالة ولا تزال آيـآمي تعيش معهم رغم محاولاتها الفاشلة بالهروب الا انهم يمنعونها من هذا

اكثر ما يؤرقها هو ذلك الصبي المغرور الذي يدعي بأنه سيدها وان عليها اطاعته ، رغم انها تفوز عليه في كل تحد يقيمه هو

كان جالساً بقربها وهما ينظران الى غروب الشمس من شرفة المنزل ، اخذ نظرة سريعة عليها ليقول : اذا اين هما والداكِ ؟

لم تتعجب من هذا السؤال وكأنها كانت تتوقعه ، اجابته باقتضاب : امي ميتة ولكن ابي مجهول مكانه

تعجب ساسكي قليلاً واشفق عليها ، الا انه ابتسم ليقول : لا بأس بهذا ! يمكنك ان تعتبريننا عائلتك من الان وصاعداً

اتسعت حدقتا عينيها بغير تصديق لما قاله هذا الفتى الان حيث نظر اليها وابتسم قائلاً بسعادة : هذه اول مرة استمتع برفقة شخص ! لذا انا سعيد لكوننا اصدقاء !

اصدقاء ! تلك الكلمة التي تخشاها اكثر من أي شيء ، تخاف ان تعترف بان ما يقوله حقيقي وتفقده كما فقدت من قبله اناساً كثر ! اشاحت بوجهها عنه لتقول مغيرة دفة الحديث : الغروب جميل اليس كذلك ؟

نظر ساسكي كذلك الى الغروب ليقول : اجل انه رائع

في اليوم التالي خرجت آيـآمي خلسة من المنزل ، لانها لم تعد تريد ان تبقى وتسبب المشاكل لاي احد لذا تركت رسالة لهم تشكرهم فيها على لطفهم معها واندست خارجاً بسرعة

اخذت تسير في احدى غابات كونوها الكبيرة وهي تتذكر لقائها الاول بكازو في غابة خارج الحدود بقليل

توقفت و استندت على احد الاشجار وهي تنظر الى جدول الماء الصغير وتستمع الى صوت خريره الهادئ ، ابتسمت براحة لم تعدها في حياتها وهي تنصت الى زقزقة العصافير من حولها والى صوت حفيف الاشجار والى ظلهم الذي يتخلله شعاع الشمس ليبدو كلوحة رسمها امهر فنان في هذا العالم

سمعت صوت تحرك الحشائش من حولها وشعرت بحضور شخص ما فاختبأت مسرعة خلف الشجرة وهي تسترق النظر لما حولها

اتسعت حدقتا عينيها على اوجهما عندما شاهدت كازو وهو يلهث بشدة وكأنه يبحث عن شيء ما ، حاولت ان تهرب بسرعة قبل ان يراها الا انه سمع صوت تحركها

فأسرع بتحركه الى خلف الشجرة ويصدم بأكبر صدمة في حياته كافه ، كانت واقفة تحاول الهرب وعلى وجهها ملامح الندم لانها لم تفلح

نظرت اليه بعينها اليسرى ، اما هو فركز على ضمادة عينها اليمنى ، لم يهتم لهذا مطولاً فانحنى بسرعة اليها وعانقها بقوة كادت تحطم اضلاعها

: ايتها الغبية ! اين كنتي كل هذا الوقت ؟

لم تجبه بل اكتفت بتذكر ما حدث معها طوال العام الماضي ! ابتعدت عنه واعطته ظهرها وهي تسير بخط مستقيم دون ان تبس ببنت شفة

تعجب هو من فعلها فقال بغضب : الى اين تذهبين ؟

اعادت النظر اليه بعيون باردة خالية من التعبير لتقول : لا شأن لك

غضب كثيراً فاتجه اليها وامسك بيدها بقوة وهو يقول : اياكِ وان تكلميني بهذه النبرة ! اتعلمين مقدار القلق الذي سببتيه لي ولوالدي ؟

سحبت يدها بقوة وهي تصرخ : لا شأن لي ، انت لا تعلم ما مريت به في العام المنصرم ! لذا اياك ان تحاول جري معك الى أي مكان

ثم سارت بسرعة محاولة ان تتفاداه الا انه حاول ان يوقفها بقوة وهي تصارع كي تهرب من بين قبضته ، الا انها لم تستطع وسقطت ضمادة عينها ليكشف اللون الاحمر اللامع الخاص بها

نظر اليها كازو بصدمة وهي تمسك بالضمادة مرة اخرى ، تلك العيون الحمراء المثيلة للخاصة بوالده ! هي الان مستيقظة !

اخذ جسده يرتجف بشدة وهو يقول بانكار : هل تخليتي عن انسانيتك ؟!

وضعت الضمادة لتقول ببرود : وهل افادتني اصلاً ؟

راحت صورها تتزاحم في عقله وهي تبتسم له بتلك الطريقة البريئة و الجميلة جداً ، الا انها تكسرت في ثانية عندما حلت صورتها الشيطانية

لقد قل كرهه للبشر بفعل اخته الصغيرة ، حيث اثبتت له ان ليس كل البشر ضعفاء وحقراء وعنيفين ! والان عادت تلك الصورة الى ذهنه مجدداً بطريقة ابشع من سابقتها بكثير !

شعر بالغضب الكبير لانها تخلت عن بشريتها وحل مكان حبه لها كره عميق ! نظر اليها بحقد وهي تنظر اليه ببرود شديد ، جال في باله امر ما ، امر سينقذها بلا شك وسيعيدها الى وضعها السابق !

لذا اشار بيده ناحيتها وقال بغضب وحقد : سوف اقتلك يوماً ما ! وهذا وعد

ابتسمت له وهي تقول بتحدِ : حاول ذلك ان استطعت !

رغم انها في الخامسة الان الا انها تفكر بطريقة اكبر من عمرها بكثير ، تجاهل كازو ما قالته وفرقع بأصبعيه لينتقلا بسرعة خارقة الى عالم الشياطين وبالاحرى الى البهو العظيم الخاص بوالده !

ظهرا فجأة وسط دهشة الجميع من ظهوره المفاجئ ، خاصة وانه اخبرهم بأنه يشعر بطاقة آيـآمي في الجوار لذا ذهب ليبحث عنها

اتسعت حدقتا عيون الجميع بصدمة عندما شاهدوها واقفة بجانب كازو غير مدركة اين هي الان ، وقف ساتان بصدمة بالغة وهو يشاهدها تنظر اليه ببرود

قال هو بسعادة لا يمكن وصفها على الاطلاق : آيـآمي !

لترد عليه هي ببرود شديد : من انت ؟

لم يهتم لسؤالها على الاطلاق لانه تقدم منها ودفعها الى حضنه وهو يدفن رأسها في حجره بضمه القوي

حاولت ان تبتعد الا انه ابى ان يتركها واخذ يقول ببكاء : اتعلمين كم قلقت عليكِ ؟ ظننت بأني لن اجدك مطلقاً !

ثم ابتعد عنها لينظر الى قسمات وجهها ويقول لها بحنان : انا والدك

اتسعت عيونها بشكل غير طبيعي وارتجف جسدها بقوة وهي تضرب يده وتبتعد عنه وسط صدمته من ردة الفعل هذه

دموعها اخذت تنهمر بقوة من عينيها لتقول صارخة : اتعلم كم قاسيت ؟ اتعلم مقدار المعاناة التي مريت بها ؟ كلا انت لا تعلم ! لقد عذبت بطريقة لن تتخيلها ابداً ! وانت تقول بأنك كنت قلقاً ؟ ان كنت قلقاُ لما لم تجدني وتخلصني من العذاب ؟ انا ... انا لم اعد اعرف نفسي مطلقاً والصدمات تتراكم على قلبي وعقلي من كل الجهات ! تعبت من الذين يقولون بأنهم يهتمون لي وبعدها يتركونني وحيدة ! لذا اعدني من حيث اتيت في الحال

كان ينظر اليها بصدمة بالغة وعقل غير مستوعب لما تقوله هذه الطفلة امامه ! هل عانت كل هذا ؟ مالذي مرت به بحق الله ؟

اقترب منها مسرعاً ووضع يده على جبهتها واغمض عينيه وهو يغوص في ذكرياته ويسترق النظر اليها

بعد برهة فتح عينيه واذا بها تنهمر بالدموع الغزيرة بسبب ما رآه من المعاناة و القسوة في حق هذه الطفلة المستضعفة

عانقها مجدداً بألم وهو يحاول ان يعوض لها الوقت الطويل الذي مر دون ان يكون بجانبها فيه ، ابتعد وقبل ما بين عينيها بعدها وهو يحيط وجهها الباكي بيديه الحانيتين ويقول : لن اتركك بعد الان ! وهذا وعد مني لكِ

لا تعلم لما ولكنها صدقت هذه العبارة التي قالها لها والدها ، شعرت بنوع من السعادة اخيراً وهي تنظر اليه ابتسمت ببراءة ليبتسم هو كذلك

بعدها قام ساتان بعدة امور غيرت مجرى كل شيء ، حيث ان اول ما قام به تغيير المقدار الزمني بين عالمه وعالم البشر حتى اصبحت السنة في عالم البشر مئة سنة في عالم الشياطين ، حتى تبقى آيـآمي فترة اطول قدر الامكان

وتم تدريب آيـآمي على استخدام جميع الاسلحة الخاصة بعالم الشياطين وقد كان تعلمها سريعاً جداً حيث انها بعدها نفذت الكثير من المهمات لوالدها وكانت مختلفة الانواع

منها القتل والتدمير ومنه الاستجواب ، وهناك الكثير من الانوعا الاخرى ، واستطاعت ان تخضع شياطيناً خارقي القوى ليعملوا تحت امرتها

وقد قتلت مئات الالوف من الشياطين المتمردين ونحرت عوائلهم وسببت كوارث لا تخطر على بال احد على الاطلاق

حتى اشتهرت في ذلك العالم باسم : الشيطان الاسود القادم من الجحيم !

عاشت قرابة السنتين هناك وتقربت كثيراً من اخوتها ، ما عدا كازو الذي اقسم على قتلها وحاول ذلك مئات المرات ولكن دون فائدة ترجى من محاولاته البائسة

السنتين كانتا عبارة عن مئتي سنة في عالم الشياطين اشاعت فيها آيـآمي سفك الدماء والترهيب والعذاب بالنسبة لمن خرجوا عن القانون وكانت الملاك الحامي لمن هم في حاجة للحماية

بالاصح كان ذاك القرنين هما عصر الدمار الاعظم في عالم الشياطين

وقد سجل في التاريخ ولن ينسى احد ابداً اسم الشيطان الاسود مهما مرت السنين الطويلة !

الا ان آيـآمي تعبت من بقائها في ذلك العالم لذا قررت بأن تعود لفترة لعالم البشر لترتاح من كثرة الدماء التي تلطخ يداها وبهذا اعاد ساتان المقدار الزمني الى وضعه الطبيعي

عاد ذلك الضوء الابيض للظهور ، وظهر من خلفه كل من ساسكي ، كارين ، جوغو ، سويجتسو ، اوروتشيمارو وكابوتو

الذين كانوا في حالة من الصدمة لا يحسدون عليها ، فما رأوه الان كان ماضي آيـآمي حرفياً مفصلاً

ارتجف ساسكي وردد بصعوبة : مـ ... مالذي رأيناه بحق الجحيم ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق