تحت غطاء ستار ضباب الغابات
بين شجيرات الظلمات المنبثقة
تلمع عيون حمراء
ترمق الصياد مزهق الارواح بالنظرات
يحمل بين يديه مدرار الدماء
سلاح صنع بيدي الانسان
وها هو الان يقوم بصيد انسان
غضب اتى لصيد المخاوف
انسان اتى لصيد انسان !
كيف يقاوم من فقد شعلة الحياة ؟!
كيف يقاوم سفك سيل الدماء ؟
اترى فيها متعة يا بشر ؟!
ان تسفك دم اخيك في سقر !
لعنته السوداء تلتصق بروحك بخيلاء
كي ترميك بين براثن الذئاب
اصرخ كما شئت فأن الموت في لجام
صديق الاسلحة التي صنعت بثبات
قراها التي غابت في النسيان
ومن بين غياهب ضباب الغابات
لا تزال ترمى بسعير النيران
وتعذب لانها فقط في هجان
أولست منكم يا معشر الاوهام ؟!
اولست انا ايضا... بأنسان ؟
تذكير
شعرت آيـآمي بالحزن على حالة دارك ، وشعرت كذلك بالندم لانها سلمته جزءاً من وعيها بدون شعور منها
تنهدت وهي لا تعرف كيف ترد عليه ، الا انها نطقت بشيء واحد : دارك ! افعل ما تريده ، فالتدمر كونوها ومن ثم اقتلني ولكن بشرط واحد
تعجب دارك فأردف مسرعاً : ماذا ؟!
نظرت اليه بعيون حادة متوعدة وهي تقول : لا تقتل احداً من الموجودين هنا !
حالياً
ابتسم دارك بقوة ليرد بعدها : آيـآمي
– ساما طلباتك بالنسبة لي آوامر ، ولكني ايضاً لا استطيع ان اعارض رغبات
قلبك ! فأنت في قرارة نفسك ترفضين تدمير كونوها وانا الان لست مخولاً كي
اقوم بالتدمير كذلك ! سوف اكتفي حالياً بقتل الحاضرين حتى ترغبي بتدمير تلك
القرية !
صكت على اسنانها بقوة كبيرة حتى بان صوت الصرير فيما بينها ، نظرت اليه بغضب شديد وهي ترمقه بشرارات من الحقد الظاهر
مطّت شفتيها وهي تردد بصوت اقشعر بدن دارك على اثره : لن ارحمك دارك ! دعني افك قيدي فقط وسوف انال منك
اختفت ابتسامة دارك ليردد بصوت جهوري حزين : يا ليتكِ لم توقظي أي جزء من انسانيتك مجدداً ، لكنتِ الان بخير
التفت
دارك واعطى آيـآمي ظهره ثم فرقع بأصبعيه ليعود الى الواقع مرة اخرى لتتفجر
الكرة المحيطة به ويخرج منها ويقف بثبات ، اخذ يلتفت يميناً وشمالاً الا
انه لم يرى احداً من الحاضرين
بدأ
بالسير بخطوة صغيرة حيث خطى بها على بركة ماء صغيرة فأصدرت صوتاً مزعجاً
وسط هذا الصمت ، كل ما يعرفه الان هو انهم مختبئين وينتظرون الفرصة
المناسبة حتى ينقضوا عليه ويفصلوه عن آيـآمي
لا
يعلم أين هم بالضبط وسط هذه الغابة الكثيفة التي لم يغلفها الا الصمت
المرعب ، عيناه الحمراوات تجوبان المكان بحذر ، هو الان على اتم الاستعداد
كي يهجم عليهم ويقتلهم اجمعين
تحجر في مكانه بفعل امر لم يفقه اليه ! اخذت عيناه ترتجفان بغضب وهو يشعر بسلاسل من التشاكرا تحيط به من جميع الجهات
لم يستشعر وجود احد في المكان فأدرك امراً واحداً ، شخص واحد يمكنه فعل هذا وبهذه الاجادة النادرة
اخذ نفساَ عميقاً فامتلأت رئتاه بالهواء ويصرخ بكل ما اوتي من قوة : اللعنة عليك ريو !
ومن بين ظلال الظلام اتسعت ابتسامة حمراء مليئة بالشر لتصدر قهقهات مليئة بكبرياء الاباطرة وغرورهم
حيث
كان مستلقياً – كعادته – وهو يراقب ما يجري من بعيد ، ليس قادراً على ان
يعيدها الى وعيها بسبب احتجاز دارك لمعظم قوتها ولكنه يستطيع ابطائه مرة
اخرى كما فعل قبل سنوات
اختفت ابتسامته ليردد بصوته الجوهري : لستُ احبك ايها الفتى ، هذه الفتاة يجب ان تعود الى وعيها والا ذهب كل ما فعلناه لها سدى
ثم
جلس بشكل معتدل وهو يرمقه بنظرات غريبة مليئة بالغموض ، فرد يديه ليضمهما
مع بعضهما البعض بقوة وهو يغمض عينيه الحمراوات ويردد عبارات غير مفهومة
لبني البشر
زادت
قوة تلك السلاسل بالضغط عليه فأخذ يتأوه من شدة الالم ، واذا بها تصبح
حادة كالسيوف فأخذت الجروح تظهر من كل مكان عليه ، ولكن هنا كان الامر
الغريب !
فدمه كان اسود حالكاً ليس له بالاحمرار من شأن !
تلك
السلاسل لا تزال تزيد من حدة ضغطها على جسده حتى شعر بأنه سوف ينقسم الى
قسمين في أي لحظة ، عض شفاهه بقوة كبيرة حتى ادميت وهو يبتلع جزءاً من الدم
الخارج منها
لسببب ما قلت قوة السلاسل بعدها فأذا به يحرك يديه بسرعة كي يقطعهما وبالفعل نجح في فعل ذلك
تحرر
وامسك بسرعة بالقميص الذي ترتديه آيـآمي ورفعه حتى ظهرت علامة اختام ريو
على بطنها عض اصبعه الابهام بسرعة ووزع الدم المنساب منه على بقية الاصابع
وهو يردد بصوت خافت : سوف اجعلك تذوق الامرين
حرك
يده بسرعة حتى يقوم بتدمير الختم الا ان هناك من كان اسرع منه بكثير !
فحصل على لكمة قوية على بطنه دفعته بعيداً ليرتطم بتلك الشجرة الضخمة
جاءه صوت مليء بالغضب : وكأني سأسمح لك بإيذاء العجائز !
رفع دارك رأسه وهو ينظر الى كازو بحدة ويقول : سوف يقتلك ريو لما قلته عنه
ظهر شبح ابتسامة على محياه وهو يردد بغرور : لا شأن لك ! سوف اقاتله لاحقاً واحوله الى دجاج مشوي ، اما الان فسوف استعيد الصغيرة منك
لم
يكد ينهي كلامه واذا به يمسك برقبه دارك بقوة كبيرة حتى كاد يحطمها ، امسد
دارك بيدي كازو اللتين تحيطان رقبته وهو يحاول الافلات منه بشتى الطرق
رفع كازو جسد آيـآمي بقوة الى مستوى اعلى منه وهو ينظر اليه بنظرات غامضة مليئة باللهفة
اصدر دارك ضحكة استهزاء اثارت حنق كازو بشدة حتى كاد يقتله ثم ردد بضعف : كازو – ساما ! لا داعي لاخفاء الحقيقة ، فأنا اعرف مشاعرك الحقيقية
اتسعت حدقتا كازو على اقصى انبلاج لهما ليقوم برمي دارك بقوة كبيرة في الهواء ثم قفز ليلكمه بقوة اسقطته ارضاً
سمع صوت صراخ مدوي في اذنيه يررد : ايها الاحمق ! انت الان تؤذي جسدها ! توقف عن هذا
تعجب كازو ليقول بغيير تصديق : ريو العجوز !
صرخ ريو بغضب شديد : من هو العجوز ايها الخرف الاحمق البتار ؟
اشتعلت نيران كازو الا انه ترك هذا جانباً ليقول : مالذي تقترح فعله ؟ ، ثم اعلم بأني لن آخذ بأقتراحك وحتى ان اعجبني
زفر ريو بحدة وقال : اسمع جيداً ، علينا ايقافه اولاً والطريقة الوحيدة هي صنع مثيرات تساعد على اعادة وعي آيـآمي لبعض الوقت
نظر
كازو الى دارك الذي وقف بصعوبة وهو يرمقه بعيونه الحمراء ، حرك كازو يده
فدفع جسده بعيداً والتصق بشجرة ، ظهرت حبال ذات لون اصفر ومن ثم قيدته بقوة
كبيرة وهو يناضل للخروج
كتف كازو يديه وهو يفكر بما قاله ريو بهدوء : مثيرات اذا ؟!
اغمض عينيه وهو يقول : غبي
+ احمق + مغرور + متعال + له ذوق يماثل ذوقي + لديه نوع من الاحترام الغير
مجدي + جرأة تكاد تقتله + ثقة غريبة ومثيرة للاشمئزاز = اوتشيها !
التفت الى الخلف ليصرخ بقوة : ايها الاوتشيها الضعيف تعال الى هنا !
لم
تأته اجابة الا الصمت المطبق ، لا يعلم لما ولكنه شعر برغبة كبيرة في
اقتلاع عينيه ومن ثم فتح فتحة في رأسه ويخرج منها عقله المهترئ ليحرقه
بعدها امام عينيه المقلوعتين !
اثارت تعجبه تلك الكوناي التي اصابت جبينه وسببت جرحاً فيها سال الدم على وجهه على اثرها ، مما جعله يبدو اكثر جمالاً ووسامة
التفت الى الخلف واذا بتلك الركلة التي كادت ان تضربه الا انه امسك بالقدم التي تجرأت على فعل هذا قبل ان تصيبه
نظر الى عيون ساسكي السوداء بهدوء وبلاهة وهو يقول : بالطبع اوتشيها ! لا احد غيرهم يتجرأ على رفع مستوى ضغطي لهذه الدرجة غيرهم
رفع كازو ساسكي من قدمه فأصبح مقلوباً رأساً على عقب وهو يصرخ : دعني ايها الاحمق ! دعني وسوف اقتلك !
ترك
كازو رجل ساسكي فسقط على الارض بقوة ، دنى منه كازو بهدوء وعيناه مليئتان
بنية القتل ليردد بهدوء مرعب كاد ان يجعل الغابة بأكملها تموت : لو
لم اكن بحاجتك من اجل الصغيرة لعذبتك لالف سنة متواصلة بأبشع الطرق ومن ثم
عصرت كمية مهولة من الليمون على جروحك وقطعت اطرافك بعدها والقيت لشياطين
المدينة السوداء الذين يحبون تناول لحوم البشر وانا استمع لصرخاتك المثيرة
للشفقة
كل ما يعرفه ساسكي الان هو تيقنه من ان هذا الشخص الماثل امامه مجرد مجنون وله شهوة غريبة بالتعذيب !
ابتسم ساسكي بسخرية اثارت سخط كازو ، تجاهل كازو الامر – الى الان فقط – وقرر ان يركز على انقاذ آيـآمي اولاً
وقف ساسكي ثم نظر الى آيـآمي – دارك – المقيد بتلك الحبال الصفراء الغريبة ثم ردد بهدوء : مالذي علي ان افعله ؟
ابتسم كازو وقال بغرور : ستكون انت الراقصة المثيرة التي سوف تعيد وعي آيـآمي !
رمق ساسكي كازو بعيون حاقدة ليقول بغضب واضح : مالذي تقصده ؟
تفجر كازو بالضحك بشكل هستيري وهو يقول بغرور مصاحب : سوف
اجعلك ترتدي ملابس الراقصات وازين وجهك بمختلف مساحيق التزيين وعندما يراك
دارك بذلك الشكل وانت ترقص سوف يصاب بالغثيان وتعود آيـآمي الى وعيها
تحول
ساسكي الى حجر اصم في تلك اللحظة ، شعر بألف سهم يخترق صدره وهو يستمع الى
تلك العبارات التي يقولها له كازو بهذه الطريقة الساخرة
اراد الانقضاض عليه وتقطيعه ارباً ارباً ولكنه يعلم بأن فرصته في الانتصار لا تساوي حتى الواحد بالمئة !
صرخ بقوة في وجه كازو : انا لا امزح ! مالذي تنوي عليه ؟!
توقف كازو عن الضحك الهستيري وتحولت ملامحه الى شيء مرعب ! شيء اسوء حتى من اسوء كوابيسك !
من
الغضب الذي اجتاحه في تلك اللحظة كان بالامكان رؤية جسده يهتز بقوة كبيرة ،
امسك بذقن ساسكي بقوة كبيرة وهو يقربه منه وعيناه البنفسجيتان تلمعان بحدة
كبيرة
همس في اذن ساسكي : هل صرخت وجهي للتو ؟
لا يعلم ساسكي السبب ولكنه شعر برعب لم يشعر بمثله من قبل ! انه يرى الموت امامه الان منتظراً ازهاق روحه !
ابتعد
كازو وهو لا يزال يحدق بنفس الطريقة في وجه ساسكي ، كان يحاول قمع غضبه
لدرجة ان تنفسه لم يكن طبيعياً ولم يكن متوافقاً مع انخفاض صدره وعلوه
استدار وهو ينظر الى تلك الشجرة الضخمة امامه فتقدم منها بهدوء واستجمع كل غضبه في قبضه وضرب الشجرة بقوة كبيرة اهتزت على اثرها
ابتعد عن الشجرة الثابتة وهو يتنهد بقوة حيث اعاد نظره الى ساسكي المتعجب ، الا ان ما حدث بعدها كان امراً عجيباً !
فالشجرة
قد تحولت الى غبار قد ملأ الجو وتناثرته الريح الى الافق ، ارتجفت اوصاله
من هذه القوة المهيبة التي يمتلكها هذا الرجل الواقف امامه
اقترب كازو منه وقال : ريو العجوز ! هل كل شيء اكتمل ؟
ابتسم ريو وقال : اجل يا صغيرتي المدللة ، كل شيء اكتمل
انزعج كازو من كلامه الا انه اخفى الامر وقال : جيد فالتعطني الاداة في الحال !
فك ريو يديه ليعيد وضع واحدة فوق الاخرى بشكل مقلوب ليظهر ذلك الخنجر الاسود امام ناظري كازو
امسكه بيديه وهو ينظر الى تلك النقوش الحمراء التي نقشت عليه ، ابتسم وردد : والدي فنان بحق ! احب ما يفعله بهذه الادوات الرائعة
ثم نظر الى ساسكي الواقف بغضب ، اقترب منه وقال : اسمع
ايها الصعلوك الحقير بلا قيمة ، هذا الخنجر سوف يقوم بوضع آيـآمي ودارك في
سبات عميق ان تم طعنها بالقلب به ! ولكن للاسف لا يمكن لشيطان استخدامه
لذا يجب عليك ان تطعنها به في القلب حتى نوقفها
امسك ساسكي بالخنجر الاسود وهو يحدق فيه بصمت ليقول بهدوء : سينقذها هذا ؟
اغمض كازو عينيه وقال بحسرة : اجل سوف ينقذها
التفت ساسكي الى المكان الذي قيد فيه جسد آيـآمي لتتسع عيناه ! لقد هربت !
التفت
كل من كازو وساسكي وهما يبحثان عنها الا ان لا اثر لها في أي مكان ، يبدو
وكأن دارك استطاع ان يفلت من القيد في اثناء شجار كازو وساسكي العنيف
ضرب كازو الارض بقوة كبيرة وبغضب عارم وهو يصرخ : دان ، جيرا ، الان !
ظهر شكل غريب على الارض بعد ان صرخ كازو ، وقد كان لامعاً وذا لون ابيض وحجمه مهيب كذلك
رفع كازو اصبعين من اصابع يده اليسرى واغمض عينه اليمنى ، ظهر شيء ذهبي يشبه الخيط ممتد من اصبعيه الى مكان مجهول
اخذ يسير وقد رمق ساسكي بنظرة – اتبعني – لذا سار ساسكي خلفه كذلك وهما يتبعان ذلك الخيط الذهبي
وصلا الى مكان وسط الغابة وقد كان ذلك الشكل الابيض يمتد اليه ، توقف كازو عندما شاهدها واقفة وسط تلك البحيرة على مياهها الزرقاء
التفتت اليهم بعيونها الحمراوات لتردد بصوت دارك الهادئ : لم اتوقع هذا ! ان تنفذ تقنية – الاغنية البيضاء - اوليست محظورة ؟! وعلى ما يبدو فقد كلفتك عينك اليمنى كذلك
نظر ساسكي بسرعة الى عين كازو المغلقة التي كانت تنزف بشدة ، ابتسم الاخير بغرور ليقول : لا اهتم ستشفى لاحقاً والان علينا ايقافك انت
ابتسم دارك ليقول بنوع من الخفوت والضعف : لما لا تستلمون ؟
تقدم ساسكي ليقول : لما ؟
اغمض دارك عينيه ومد يديه وهو يقول : الظلمة
! هي كل ما يحكم عالم البشر ، حروبهم ، حقدهم ، آلامهم ، مآسيهم ! هم من
يصنعونها ! وقد ذاقت هذه الفتاة كل شيء في حياتها ، هي لا تريد الحياة فقد
يأست تماماً من كل شيء ، اتركوني انفذ ما تريده وسينتهي كل شيء حينها
اغمض ساسكي عينيه وقال : ليس صحيحاً فهي تريد الحياة ! وسأعيدها
احتلت ملامح الحسرة على وجه كازو ليقول بهدوء نادر : ليس صحيحاً !
تعجب ساسكي ولكنه تركه يكمل قائلاً بنفس الحسرة :
هي لا تزال تريد الموت رغم كل شيء ، تريد ان تمحو كل شيء ، لقد شهدت الالم
التي انتابها في لحظة عندما كانت في عالم الشياطين وانا اعلم بأنها لا
تزال تفكر بمفهوم " انا نكرة " ولهذا اردت ان انتزع شيطانيتها ، من اجلها
هي ! من اجل عزيزتي الصغيرة ! الا اني فشلت وفشل كل شيء ، لم ارد ان افعل
هذا ولكني قررت ان اضحي بما يلزم كي انقذها ، حتى ان عنى ذلك ان اموت بعدها
تعجب ساسكي من كازو الذي يفهم آيـآمي بشكل ممتاز ومثير للريبة كذلك ، نظر بعدها الى دارك الذي كان يستمع بهدوء الى ما يقوله كازو
اغمض الاخير عينيه بنوع من الالم وقال : لا فائدة من الحديث معكم
شبك يديه من اجل تنفيذ تقنية ما الا انه سعل فجأة بشكل قوي ، اخذ يسعل ويسعل بحدة حتى بدأ الدم بالخروج مع السعال
تقدم كازو وقال بهدوء : هذه
التقنية تسبب ضرراً داخلياً للمنفذ عليه ، وقد نفذناها عليك لذا فأعضائك
الداخلية بدأت بالذوبان بشكل بطيء وسوف تسبب لك آلاماً شديدة
نظر اليهم دارك بنظرات هستيرية وغاضبة وهو يصرخ : انتم تؤذون آيـآمي – ساما ايها اللعينون ! توقفوا في الحال
ثم اكمل سعاله الحاد وسط قلق ساسكي الذي اخذ يردد في نفسه : هل هذه هي الطريقة الوحيدة ؟! هل يجب ان اشاهدها تتعذب من اجل انقاذها ؟ ما هو الصحيح ؟ ما هو الخاطئ ؟
رمق كازو ساسكي بنظرات غاضبة ليقول له بصوت جهوري مليء بالغضب : الان ايها الاحمق انها فرصتك ، فالتطعنها !
شد ساسكي على الخنجر في يده ولمعت عيناه حتى تحولتا الى الشارينجان وتقدم بسرعة كبيرة وهو يركض حتى دنى منها و ......
عند ناروتو
فتح النافذة وخرج منها مسرعاً وهو ينوي ان يطفأ النار التي اشتعلت في قلبه فجأة
يقفز على المباني بسرعة كبيرة وهو يتجه الى منزل جيرايا من اجل ان يرافقه في هذه المهمة المستعصية
توقف عند الباب ليطرقه بقوة عدة طرقات ، انتظر لبرهة من الزمن الا ان لا احد فتح له الباب ، عرف بأنه ليس المنزل الان
ارتبك وقرر ان يبحث في اماكن بيع – الساكي – لانه اماكنه المفضلة للبقاء في هذا الوقت من اليوم
اسرع باتجاه احدى الحانات الفاخرة التي يقصدها جيرايا عادة
دخل الى الداخل وهو يلهث بشكل هستيري وعيناه تجوبان المكان بسرعة ، سمع صوت ضحكاته تدوي في المكان فاسرع باتجاه الصوت
قاده الصوت الى غرفة منفردة تحمل الرقم – 75 – طرق الباب بقوة وهو يتمنى بأن يكون هنا ، فتح الباب فدخل مسرعاً وهو يصرخ : ايروسنين !
كان جيراياً جالساً برفقة رجل آخر يبدو من معارفه ، تفاجئ برؤية ناروتو هنا فوقف وهو ينظر اليه متعجباُ وقال : مالامر ناروتو ؟ لما انت في هذه الحال ؟
التقط ناروتو انفاسه ليقول بانفعال : ايروسينين ! انا احتاج مساعدتك ! اعتقد بأن اختي ليست بخير ، ارجوك دعنها نذهب ونبحث عنها
شعر جيرايا بالقلق على حال ناروتو هذه ، فهو يعرف بأن حدس ناروتو لا يخطأ ابداً مهما كان الوضع الذي يكون فيه
اغمض عينيه بهدوء وتنهد قائلاً : لا بأس لنذهب ، انا آسف كوجيرو علي ان ارافق ابني الصغير هذا
عذره
الرجل الذي كان معه واسرع بالخروج برفقة ناروتو القلق والمضطرب ، عبرا من
ذلك الباب الخشبي وناروتو يجر جيرايا من يديه وكأنه طفل صغير يستمتع برفقة
والده
استوقفه جيرايا وجره من يده الى ان وقف محادياً له تماماً ليردد بهدوء معهود منه : استمع لي ناروتو اعلم بأن حدسك يصدق دائماً ولكن علينا ان نتريث قبل ان نقدم على اية خطوة قد تقودنا الى امور لا يحمد عقباها
تشاغل
ناروتو بالتحديق في الارض الصلبة وهو يفكر بما يجب فعله الان ، تلك
الدوامة من السواد داخله هي الان تعصف بقوة كبيرة مسببة جلبة لا تطاق
يريد فقط ان يفهم سبب هذا القلق المقيت الذي يحتل كل كيانه في هذه اللحيظات المعدودات
تنهد بحدة واردف بهدوء تزلزله دقات قلبه : لا بأس سنتجه بهدوء الى هناك ونخطط في نفس الوقت
ابتسم
جيرايا بهدوء وهو قد توقع هذه الاجابة من ناروتو ، الا ان القلق الذي يعصف
به كذلك يحتل جزءاً كبيراً من عقله المملوء بالافتراضات التي لن يدحضها
الا الواقع الشرس
في مكان مجهول
كان
يقبض على صدره الايسر بقوة كبيرة وهو يشعر بقلبه يتهاوى في هاوية من
النسيان ، تلك العاصفة الهوجاء التي لاحت في الافق قد ارست في قلبه الكثير
من الهموم المتراصة التي لم يفقه اليها الى الان
هل هي مجرد وسوسات قدر ؟ ام مجرد تكهنات ليس لها معنى ؟
لا يعلم ، ولكن يشعر بها ... انها حقيقية جداً
مشاعر مغموسة في اضرابات القلب الخافق بهدوء ، يعلم بأن امراً يدور الان في مكان ما ولكنه لا يعلم اين بالضبط !
عليه ان يتوقف عن صنع المتاهات لنفسه ويبدأ بالتخطيط لما سيقدم عليه الان ، جائه صوت هادئ من خلفه جعله يستيقظ من سباته العميق : ايتاتشي – سان لقد ظهرت هناك بعض التحركات في الارجاء ، هل تريدني ان اتحقق منها ؟
رمق ايتاتشي تلك الكبسولة الضخمة المتجمدة عن يمينه لتضيق عيناه ويقول بهدوء ولا مبالاة : لا اهتم كيسامي - سان ، فالتفعل ما تريده
ابتسم كيسامي ليردد بعدها بأسلوبه المعتاد : هل تنوي ايقاظ الموت النائم ؟ ايقاظ الظلام القابع في القلوب ليس امراً سهلا – وبالطبع – السيطرة عليه ليست لعبة كذلك
رفع ايتاتشي بصره الى حيث كيسامي وقال : ولكن المخاطرة لا تكمن في السيطرة على هذا الظلام الحالك بل تكمن في غياهب تخطيطك لاستعماله
اغمض كيسامي عينيه بنفس الابتسامة الشاذة وقال : كما هو متوقع انت لست طبيعياً
ظهر شبح ابتسامة على محيا ايتاتشي تبعته نبرة حادة من الكلام : هناك
عاصفة تلوح في الافق لتعلن عن بدأ دموية الميدان ، علينا ان نلحق بها
ونكون من اوائل الفرسان الذين يشهرون سيوفهم في وجه العدو الجامح
اختفت الابتسامة من محيا كيسامي ليردف : هل بدأ الامر لآيـآمي ؟
هز ايتاتشي رأسه ليردد بعدها وهو يرمق الكبسولة المتجمدة بنظرات غاضبة : وهي لا تزال في تلك الحلة المزيفة كذلك
ثم وقف واتجه نحوها بهدوء حتى دنى منها وفتح القفل ليرتفع ذلك الغطاء عما يخبئه داخل موجاته المتضاربة
في عالم الشياطين
ساتان
قوة لا تنضب وفيها جنون لا يخفى
قلب اسود قد صبغ بالطيبة والحنان
رغم واقعيتها الشديدة فهو يحب وان احب لا يؤذي
عائلته الضخمة لم تستطع ملئ الفجوة التي تركها غياب كنزيه عنه
الا انه – عادة – يغدق بالحنان على كل ابنائه وان لم يتمكن من فعل ذلك قلبياً
وقف
منتصباً امام تلك اللوحة التي رسمها منذ امد بعيد ، منذ ان تيقن بضرورة
حفظ الانفس وان قتلها ليس الا خطيئة الشهوة المطبقة التي ترسي سفن القلوب
على الموانئ الخاطئة
اغمض عينيه وهو يلمس قماش اللوحة المخملي الناعم ، تذكر صورة مارينا امام ناظريه فابتسم وهو يردد بغضب : كما توقعت فقد انتهكت حرمة الاموات !
فتح عينيه بهدوء وتطلع الى خلفه الى عند الباب الى تلك الطفلة التي ترمقه بعيون متعجبة ، حرك يده مشيراً لها بالقدوم ناحيته
فاسرعت راكضة الى حيث هو وتشبثت بقدميه بقوة وهي ترتجف مرتكبة ، دنى منها وحملها بين ذراعيه قائلاً : تشعرين بذلك اليس كذلك ؟ ضرورة ذهابي كذلك ؟
هزت رأسها بأيجاب لسؤاله فأعاد اغماض عينيه لبرهة واعاد فتحمها ، نادى بصوت هادئ : ماهوتي تعال
ظهر ماهوتي امامه بسرعة كبيرة وهو ينحي احتراماً له ويقول : مالذي تأمرني به ساتان – ساما ؟
نظر اليه ساتان بعيون مرعبة وهو يقول موجهاً ناظريه الى مكان ابعد من الوجود : فالتعد حلتي الحربية في الحال ، سوف ادخل ميدان البشر مرة اخرى
اتسعت حدقتا ماهوتي وارتجف جسده رهبة لتلك العبارة التي خرجت من فاه للتو ، اعاد الانحاء وهو يقول : كما تأمر ساتان – ساما
ثم خرج مسرعاً كي يعد تلك الحلة مرة اخرى ، اعاد ساتان رمق تلك اللوحة مرة اخرى وهو يقول : آياكا سوف اعود الى عهد ضباب الحروب مرة اخرى ، اياكِ ومحاولة الفرار
ثم سار متجهاً نحو الباب وماري الصغيرة تسير خلفه وهي تدرك ان ما ينويه ساتان الان ليس خيراً على الاطلاق
دخل غرفته بسرعة وهو ينظر الى ملابسه الحربية الخاصة التي سوف تمنع قوته من تدمير عالم البشر
خلع عبائته المعتادة وامسك بالحلة وبدأ بارتدائها وهو يقول :
الحد
الفاصل بين الخير والشر ذلك الحبل الرقيق الذي يحمل عبئ العالم عليه ، قد
تدمر من آلالاف السنوات عندما صنعت الحروب الاسلحة ومنذ ان سفكت دماء
الابرياء صانعة لوحة بشعة من الضحايا والرعب ، ذلك السواد الذي يرتديه
الناس كحلة في قلوبهم وتلك الشياطين التي توسوس في صدورهم ليل نهار ، كل
تلك العواصف الهوجاء وكل تدمير حصل ، كل وهم تم احيائه من بعد الممات وكل
مملكة موتى حصلت على الفناء ، كل خالد لابد له من موت وكل صحيح لابد له من
المرض وكل جبار طاغي لابد له من ذلة تخضعه للواقع ولكل حرب بداية ونهاية ،
الا حربنا مع انفسها فهي في حلقة مغلقة تدور ، تعيد نفس الالم والجراح ،
تعيد نفس الاحداث الشنعاء ، لا تنطفئ نيران الحقد الدفينة الا بمياه نقية
من المحبة ، ولكن .. كيف لمن عرف ازهاق الارواح ان يسامح ؟ كيف لمن استمتع
بتعذيب ضحاياه ان يعرف الراحة يوماً ؟ كيف لمن اراد الغفران من بعد المجازر
ان يناله ؟ ها انا اليوم اقف مجدداً على عتبة الدم القرمزية ، انا الان
سأعود كما كنت طليقاً في تدمير كل ما خطه العالم منذ دهور ، انا الصياد وهم
الفرائس وسوف اري العالم كيف يمكن للصياد ان يحكم عالم الحروب الطاغية
انتهى من ارتداء حلته السوداء ليكمل بعدها : بحيرة الظلمات السابعة حية للعيان مجدداً
ثم
اشهر سيفه الاسود في فضاء عينيه ليخرج من ذلك الباب سائراً الى حيث ميدان
الاقتتال مجدداً حيث فطاحلة الميدان يلتمعون بسيوف القوة من بريق الشمس
عودة الى حيث دارك والباقين
رمق كازو ساسكي بنظرات غاضبة ليقول له بصوت جهوري مليء بالغضب : الان ايها الاحمق انها فرصتك ، فالتطعنها !
شد
ساسكي على الخنجر في يده ولمعت عيناه حتى تحولتا الى الشارينجان وتقدم
بسرعة كبيرة وهو يركض حتى دنى منها وقام بطعنها في جهة قلبها المتهاوي
توقف الزمن في ناظري ساسكي وخفت العالم من حوله وهو يرى يديه ملطختين بدماء آيـآمي الواقفة بدون حراك
تحركت شفاه آيـآمي لتخرج كلمات بالكاد استطاع ان يفهمها ولكن هذه المرة بصوتها هي وليس دارك : لـ ... لماذا ؟ سـ ... ساسكي ؟
اتسعت عيناه صدمة فترك الخنجر وتراجع خطوات الى الوراء وهو يراها تتحول الى تمثال حجري اصم بفعل تلك الطعنة الغادرة
يداه ترتجفان بقوة كبيرة وهو غير قادر على التحكم في سيال المشاعر الذي قام قلبه بإعلانه عليه
دنى كازو منه وربت على كتفه وهو يردد : لا بأس عليك هذا للافضل
شعرا
بحضور مجموعة من الاشخاص فاستدارا ليريا كلاً من جيراهيم ودانتاليون
بالاضافة الى كارين وجوغو وسويجتسو يقفون محدقين بتمثال آيـآمي الاصم
عرفوا بأن الخطة التي حاكوها في اثناء غفلة من دارك قد نجحت الا انهم لا يزالون يشعرون بالحسرة على ما اقترفته ايديهم في حقها
تقدموا
جميعاً وهم يسيرون على الماء حتى وقفوا بالقرب من كازو وساسكي ، شعر كازو
بالاشمئزاز لانه تعاون مع البشر في فعل هذا فأشاح بوجهه بغرور عنهم
نظر الى آيـآمي كما يفعل الجميع فنطق جيراهيم بهدوء : علينا ان ننقلها الى والدي في الحال فهو من سيعرف كيف يتصرف
صمت
الجميع وهم موافقون على هذا الفعل – حتى كازو – فهو يعتقد بضرورة توريط
والده في هذا الموضع حالياً وهذا كله بسبب خطأ اخوته الذين لم يثقوا به على
الاطلاق
تقدم كازو كيف يقوم بحمل آيـآمي الا انه توقف فزعاً من تلك الموجة الغريبة من الطاقة التي صدرت منها
ارتجفت
عيناه ... كلا بل عيون الجميع وهم يرون ذلك التمثال الاصم يضحك بهستيرية
شديدة عليهم ، تحركت يدها لتمسك بالخنجر وتنتشله من صدرها
عادت الى حالتها الطبيعية كبشر متحرك وليس تمثالاً اصم وهي تحرك رقبتها بتململ وعيناها الحمراوات لا تزال ترمقهم بتهديد بالوعيد
ارتجف الجميع من هذا ليقول دانتاليون بغير تصديق : مستحيل ! لقد طعناها في قلبها بخنجر والدي الخاص ! من غير المعقول ان تكون قد تحررت من هذه التقنية المحرمة
اردف جيراهيم بعدها بقلق : انها حقاً صعبة المراس
اما
كازو قد كانت الدنيا تدور من حوله في دوامة مغلقة من الهموم ، ففي كل مرة
يحاول فيها ان ينقذها تفلت من بين يديه بطريقة لا تخطر على بال
حتى انه شعر برأسه يتصدع من الالم الحاد الذي اجتاحه فوضع يده على رأسه وتراجع الى الخلف بعيون منكرة لهذا الواقع المرير
تقدم ساسكي وهو يحاول ان يكون طبيعياً وان لا يجعل قلقه واضحاً للعيان : مالذي يحدث هنا ؟ لما تحررتي ؟
ابتسمت بل لنقل ابتسم دارك بخبث شديد ليردد بعدها بهدوء : ومن قال ان لها قلباً ؟
رفع الجميع ابصارهم بصدمة ليردف هو بجنون : قبل قرابة الـ 6 سنوات انتشلت هذه الفتاة قلبها بيديها وجمدته لتحفظه عند شخص تثق به اكثر مما تثق بنفسها
كانت كارين تستمع غير مصدقة فعندما ادركت ما قاله دارك شهقت ووضعت يديها على فمها وهي تقول بغير تصديق : لماذا ؟
اتسعت ابتسامة دارك ليردف بخبث اكبر من سابقه : كي تبعد آيـآكا عنها
حل ذلك الاسم كالصاعقة على مسامع كل من كازو وجيراهيم ودانتاليون ، فياله من امر يدخل الرعب على قلوبهم المجفلة بالرعب
رفع كازو رأسه وهو ينظر الى دارك بغير تصديق حيث صرخ منكراً : لا تكذب ! آيـآكا لم تعد موجودة بعد الان ، انها تتعفن في الجحيم الان !
اختفت الابتسامة من ملامح وجه آيـآمي الهادئ ليردف دارك بهدوء قاتل : انها شبح يلاحق روح آيـآمي – ساما وانتزاعها لقلبها كان الحل الوحيد حتى تستطيع ان تخدع آيـآكا وتسلطها على طريق آخر غير معروف
شد دانتاليون على قبضته بقوة وهو يتذكر كل ما يتعلق بهذه الآيـآكا ، المرأة الوحيدة التي يمكنها ان تمحي كل شيء كما بدأ تماماً
رفع بصره بعيون مرعبة وهو يقول : اذا لا تزال آيـآكا واعية رغم ما فعلناه بها في ذلك اليوم ؟!
هز دارك رأسه بالايجاب ثم اردف بهدوء : كانت دائماً تطمح لان يكون لها وريث لقوتها الا انها لم تتمكن من هذا لهذا هي تطمح في ان تجعل آيـآمي – ساما وريثتها ولكن بطرق قذرة
لم
يدرك احد بأن دارك كان يكذب من اجل ان يماطل للحصول على وقت كافي لفعل ما
يفكر فيه ، الجميع كانوا بين حالة انكار لما قاله وبين حالة تصديق للوضع
الراهن
ولم
ينتبه احد على تلك اليد الخفية التي احاطت بقلوبهم لتجعلهم دمى يلعب بها
محركها كما يشاء ويرغب ، كان دارك يقوم بتنفيذ تقنية بيد واحدة كي يستطيع
ان يفلت من بينهم وينسل الى حيث يمكنه تنفيذ مؤامراته الخبيثة
بدون
ادراك منهم وفي لحظة غادرة احاطت قضبان حديدية بهم واطبقت على انفساهم
بشكل مخيف ومقلق ، حيث كانوا كالطيور التي حبست كي ترضي مالكها بغنائها
الحزين
لم
يقدروا على الحراك وكأنما مخدر قد تم تشبيعه في الجو قد ملك كل قطرة وعي
داخلهم ، اقترب دارك منهم وهو ينظر الى كازو وساسكي بنظرات غير مفهومة على
الاطلاق ثم اردف بغموض عميق : اعذروا وقاحتي
ثم
مد يده الى كازو وقام بعلاج عينه التي خسرها من اجل آيـآمي في تلك اللحظة ،
ثم وقف مرة اخرى واخذ يسير باتجاه معاكس حتى توغل تماماً في غياهب الغابة
الضبابية
كان
يسير بين الاشجار بروية وهدوء وهو يحيك ويرتب تلك قطع خطته في عقله ، الا
انها صدمة داخلية قد اوقفته عن التفكير تماماً ، فعلى الرغم من سيطرته
الممتازة على جسدها الا انها لا تزال تقاومه وهي ليست بشخص عادي يمكنه ان
يطرده من وعيه
لا
يفقه سبب مقاومتها ، فهو قد كان ظلاماً داخلها واعطي الوعي كي ينفذ
رغباتها ، كل ما يحلم به هو ارضائها فقط ولكنها – الان – لا تريد امنياتها ،
رغم انها تريد تنفيذها في اعماقها الا ان شعلة نور اشعلتها صداقتها معهم
قد منعتها وغيرت رأيها تماماً وهو لا يريد ان يحدث هذا وحاول منعه منذ زمن
الا انه لم يستطع فعل ذلك على الاطلاق
وضع
يده على ناحية صدره الفارغة التي لم يعد فيها قلب منذ زمن بعيد ، هذه
الفتاة عاشت بلا قلب لفترة طويلة وهذا ما جعلها ضعيفة لا تتحكم تماماً
بنفسها رغم ان اللوم كله يقع على آيـآكا اللعينة
سقط على ركبتيه من الالم الذي اجتاحه في تلك اللحظة وهو يحاول منع آيـآمي من المقاومة ، صرخ بقوة وهو يقول : توقفي آيـآمي – ساما ، لا تقاومي
الا انها زادت المقاومة وهي تقول : لن اتركك تفعل ما يحلو لك بعد الان
اعاد الصراخ وهو يقول : دعيني اذهب لبحيرة الظلمات السابعة آيـآمي – ساما هذا من اجلكِ انتِ !
الا انها اردفت ببرود مرعب : ذهابك لها يعني تحرير ما لا اريده ان يتحرر وانا لن اسمح بذلك
اخذت
تزيد من قوة مقاومتها لهذه السلاسل المطبقة على جسدها من كل مكان وقطرات
دمائها تتطاير في الهواء كأنها غيث قد نزل من السماء بسبب لعنة بشر لهذا
العالم القذر
كانت
عظامها تتحطم وبالإمكان سماع صوتها تتحطم كذلك من ضغط هذه السلاسل
الفولاذية عليها ، الا انها تحمل هذا في حمضها النووي ، الرغبة العارمة
للتملك وتنفيذ ما ترغب به
لطالما قاومته وارادت ان تدحضه بشتى الطرق الا انه لم تتمكن ابداً من فعل هذا بسبب قطرة ضعف في نفسها الامارة بالقتل والتدمير
توقفت
بعد برهة عن المقاومة لسبب لم تفقه اليه بعد ، شعرت بوعيها الذي بدأ
يخونها تدريجياً بسبب افتقارها الى القوة في هذه اللحظة ، وقف دارك مجدداً
وهو يشعر الان بحرية اكبر لانها توقفت عن المقاومة التي بلا فائدة
اردف بصعوبة واختناق : من الجيد كونها مرهقة للوقت الحالي
تلبّدت السماء بالغيوم السوداء وحل الضباب مطبقاً على هذه الغابة الكثيفة مما جعلها كمركز الاشباح الخاضعين للموت
لا
يزال يسير في طريقه من اجل ان يصل الى حيث يريد ، الى تلك البحيرة التي
سوف تعيد كل شيء الى سابق عهده ، تلك الاسطورة القديمة التي انتشرت قبل
اربع مئة سنة تقريباً احتلت مكاناً لا يستهان به من التاريخ
بحيرة
الظلمات السابعة ، البحيرة القادرة على اعادة احياء الاموات والتي
بأمكانها ان تحقق كل الاماني ولكن بثمن كبير وهو اما ان تدفع نصف حياتك
كقربان لها واما ان تستلم لواقع ذهابك للجحيم بعد مماتك
لذا
فقد ختمت بعيداً الى حيث لا يمكن لحي ان يصل اليها وان الطريقة الوحيدة
لان تظهر مجدداً هو بظهور القمرين القرمزيين في السماء وهذا ما يحدث كل
ثمان مئة واربع واربعين عاماً واليوم هو هذا اليوم الذي يصادف هذه الذكرى
المخيفة
لذا
فتلبد السماء بالغيوم السوداء دليل على نجاح التقنية التي تستدعي هذه
البحيرة الاسطورية ، الا انه يشعر بأمر غريب ، امر يربكه وكأنما يجب عليه
ان لا يظهر هذه البحيرة للحياة مجدداً ، يالها من هواجس سخيفة تحاول ان تجد
لها مرفأَ كي ترسو عليه للحرية المطلقة
توقف
عندما سمع تحركات بجانبه اصدرتها الحشائش الصغيرة المتناثرة في المكان ،
تلك الهالة الغريبة من القوى ارعبته حقاً لانها مميزة ونادرة بشكل مرعب
تأهب للانقضاض على أي حي يسير في المكان وهو ليس مستعداً كي يزهد بنفسه من اجل مقاتلة هذا الشخص الغامض
كل
ما ادركه في هذه اللحظة كان تلك الركلة القوية التي اسقطته ارضاً من الالم
وتلك السلسلة التي احاطت برقبته وسببت برداً قارساً في جسده
هدير
الاشجار كان مرعباً وكأنه دندنة بأغنية الموت الصامتة والقاتمة حيث كانت
كالاشباح التي تلقي بعباراتها الغير مفهومة على اذني الواعي المسكين وسط
براثن اوهام الغابة
تلك
اليدان الباردتان اطبقتا على وجهه وعينان زرقاوات قد لمعتا امامه مما جعله
يرتبك بشدة ، الا انه شد زمام نفسه ووقف ليركل الشخص الواقف امامه بقوة
كبيرة وابتعد مسرعاً خارج نطاق هذا المكان
اعاد
نظره الى السماء التي تعجب من كون غيومها بدأت تقل ! لا هذا لا يمكن
البحيرة لم تظهر الى الان ولم يفعل شيئاً من اجل يلغيها ! مالامر ؟ مالذي
حدث ؟
تزاحمت
الافكار والفرضيات في عقله ومن قوة غضبه صرخ كأنه اسد يزأر بحد فبهت من
غضبه رياح عاتية اقتلعت الاشجار من حوله على نطاق ميل كامل
اراد
ان يعيد تنفيذ التقنية التي سوف تعيد الغيوم من اجل البحيرة الا ان ذلك
النصل الذي اخترق صدره منه من ذلك وصوت خبيث يردد بهدوء قد ظهر : سيفي يرغب حقاً بتشاكرا قوية اليس كذلك ايتاتشي – سان
كان
هذا كيسامي الذي استخدم الساميهادا من اجل احتراق جسد آيـآمي ، وقف
ايتاتشي مشيراً بالكوناي امام وجه دارك المصدوم حيث ردد بهدوء : لم اتوقع كونك ستستيقظ الان ! من الجيد اني اتيت للاطمئنان
ابتسم دارك ابتسامة كاذبة وهو يقول بهدوء مخادع : ايتاتشي – ساما كم هو رائع مقابلتك هنا ولكن كما ترى انا مشغول بتنفيذ شهواتي الخاصة لذا ارجو منك التنحي جانباً
اغمض ايتاتشي عينيه وقال : السبب
في كونك في هذا الوضع هو ضعفك ، آيـآمي قد نفذت تقنية خاصة تمنعك من
استخدام أي جزء من قوتها عند ظهورها لهذا انت تعتمد الان على قوتك الخاصة
والتي لا تزال نائمة بشكل شبه كامل
شعر دارك بالقلق من معرفة آيـتاتشي بوضعه الحالي مما اثار الرعب في نفسه الا انه سرعان ما ابتسم وقال : انت محق في هذا ولكن هذا لا يعني بأني ضعيف لدرجة تمنعي من فعل مجزرة او اثنتين
فرقع بأصبعيه مما سبب ظهور ضوء ابيض غاية في القوة اعمى كلاً من ايتاتشي وكيسامي للحظات كانت كفيلة بأن يهرب دارك فيها
زمّ ايتاتشي على شفاهه بنوع من القهر الا انه ادرك خطورة الوضع الحالي لذا نظر الى كيسامي وقال : علينا ان ننضم للميدان بشكل كامل ، كيسامي – سان
ابتسم كيسامي وهو يلعق شفتيه بشكل مرعب واردف بعدها : اعلم ذلك ايتاتشي – سان ، سوف يستمتع الساميهادا بتقطيع لحوم البشر
اما
كازو و الباقين فقد استيقظوا للتو واخذوا يضعون خطة من اجل البدء في قتال
دارك بشكل نهائي هذه المرة ، رغم قلقهم الشديد من هذه الغيوم السوداء وظهور
قمرين في السماء الا انهم تناسوا الامر عندما قام كازو بتركهم وذهب في
طريقه الخاص كي يقوم بفعل كل شيء لوحده
فهو لا يستطيع ان يثق بأي كان
توقف ومن ثم تنهد عندما ادرك ان الباقين يلحقونه منذ البداية ، التفت اليهم بوجه غاضب وقال : اتركوني لوحدي !
ظهرت الجدية على ملامحهم فقام بضرب رأسه عند اقرب شجرة وهو يلوم نفسه على كونه لم يقتلهم سابقاً
رفع
رأسه الى السماء وهو يرجو بأن لا يتهور بفعل امر لا يحمد عقباه بعد لحظات ،
تحدث ساسكي بنبرة ادخلت الشك الى قلوب الجميع عندما قال : سوف نجد طريقة لايقافها حتى وان اضطرننا الى قتلها مجدداً
نظر
اليه الجميع بقلق شديد ، فساسكي ليس من النوع الذي سيقول هذا الكلام على
الاطلاق ، ولكن بما انهم في هذا الوضع الغير طبيعي فلا بد من تغير في
الطباع
تقدمت كارين منه لتقول بهدوء وقلق : ساسكي هل انت بخير ؟
التفت ساسكي الى كارين وقال : اجل انا بخير ، لما ؟
اشاحت كارين بوجهها قليلاً وقالت : كلامك غير منطقي البتة
تحسر ساسكي وقال : انا فقط اريد أنقاذها
في هذه اللحظة فُعلت لعنة جوغو وقام بأمساك ساسكي بقوة شديدة بيده الملعونة وسط دهشة الجميع
فزعت كارين وقالت : اتركه جوغو ، مالذي تفعله ؟
نظر جوغو الى كارين وقال بقلق : انه ليس طبيعياً ، يبدو وان آيـآمي قد فعلت به امراً ما
تقدم كازو ناحية ساسكي وامسكه من شعره بعدما تركه جوغو واخذ يعبث به حتى توقف عندما لمح شيئاً على رقبته
انتزع ذلك الشريط الغريب من على رقبة ساسكي وحينها دهش الجميع ، فقد تحول ساسكي الى تراب امام ناظريهم
اتسعت حدقتا كازو بغضب وهو يقول : لقد اخذته معها !
تعجب الجميع من هذا فقال جيراهيم منفعلا : ولما قد تأخذه ؟
التفت كازو وامسك برأس جيراهيم بقوة كبيرة وهو يصرخ في وجهه : اصمت انت ! لولاك انت وهذا الاحمق لما كنا في هذه الحالة المستعصية الان !
تقدم دانتاليون وابعد يد كازو عن جيراهيم ليقول بعدها بهدوء وغضب : توقف كازو ، ما فات قد فات وانتهى الامر ، علينا ان نفكر بالخطوة القادمة الان
عند دارك وساسكي
كان
ساسكي مقيداً بشكل غريب وكأنما هو مصلوب على جذع شجرة ، كان يشعر بالخوف
والتوتر وهو غير قادر على تحريك نفسه على الاطلاق ، نظر الى دارك الذي
يرمقه بنظرات حاقده حيث ردد على سماعه مقولة : القوي يأكل الضعيف دائماً
لم
يفهم مغزاها الى الان ولا يدري لما جلبه دارك الى هنا ، كل ما يريده هو فك
اسره كي ينقذ آيـآمي ويعود معها الى تنفيذ المهام الغبية مجدداً
كان دارك يرسم دائرة حول ساسكي بدمه وهو يقول : القربان
من اجل البحيرة امر ضروري جداً وانا لن اقوم بالتضحية بآيـآمي – ساما لذا
قررت ان آخذ اكثر شخص امقته هنا وهو انت ، حياتك ثمن بخس من اجل انقاذ
آيـآمي – ساما وتحريرها من نفسها المعتلة
صرخ ساسكي بقوة : ستندم ايها اللعين ! عندما اخرج من هنا سوف اقتلك
تجاهل
دارك ما قاله ساسكي وبدأ بتنفيذ التقنية التي يبدأ بها القربان ، بدأت
علامات غريبة تظهر على جسد ساسكي وبدأ لا يشعر بجسده على الاطلاق
الم
حاد سرى فيه مما سبب تأوه منه ، شعور وكأنما لحمك يحترق وانت حي هو ما
يشعر به الان وتلك العلامات السوداء التي تشبه الكتابات قد غطت جهة جسده
اليمنى تماماً ومنعته من السيطرة على جسده
وصل الجميع الى حيث هم وشاهدوا ما يفعله دارك بساسكي ، ادرك كازو ماهية هذه التقنية كونه خبيراً في هذه الامر فصرخ بقوة : اتركه ايها الاحمق ! انت لا تعلم مخاطر ما تنوي فعله
تجاهلهم دارك تماماً وكأنهم غير موجودين حيث انتهى مما يفعله وثبتت العلامات على جسد ساسكي
قام بفك قيده وامسكه وهو يضع تلك السكينة عند رقبته ، حيث قال ساسكي بصعوبة وغضب : لما انا ؟
زفر دارك بحدة وهو يقول بغضب وحقد : اليس واضحاً ؟
لم يدرك ساسكي مقصد دارك لذا تركه يكمل قائلاً : لانهـا .... تحبك
تلك
الكلمة كانت كالسيف الذي يغرس في القلوب ، كان يريد ان يسمعها دوماً وان
يعرف حلاوة طعمها الا انه لم يتوقع بأن يعرفها في هذه اللحظات الدموية
حقاً كما يقولون " من الحب ما قتل "
حاول كازو ان يتدخل الا ان حاجزاً قوياً منعه من ذلك وقد شعر بالعجز الشديد امام تقنيات آيـآمي والتي يعرفها دارك تمام المعرفة
الجميع
كانوا على اعصابهم ينتظرون حركة دارك التالية ، وبحركة سريعة حرك دارك يده
من اجل ان يقطع حنجرة ساسكي وسط صراخ الجميع وصدمتهم
طارت
تلك السكين من يد دارك وسقط ساسكي على الارض وكازو بالذات ينظر الى دماء
آيـآمي التي تناثرت في الجو والى ذلك الشعر الذهبي الذهبي الذي تطاير معها
وذلك الصوت الذي حل كالرعد في رعبه قائلاً : انت مجرد زيف وهمي علي ان امحوك كما اوجدتك
وبشكله المرعب هذا تذكر كازو ذلك اليوم الذي .... قُتلت فيه والدته !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق