انه يوم عاصف كئيب ... فالمطر كان ينزل بغزارة غير معتادة وصرير الرياح العاتية يبدو وكأنه وحش يبكي بحرقة و ندامة وطريقة اصطدامه بالنافذة جعلت المشتاقين يظنون بأن احبابهم يطرقون الباب ليفرحوهم بعودتهم
كانت فتاتنا جالسة على سريرها وهي مسندة رأسها على الجدار وتنظر الى النافذة وهي تحتضن المخدة لتتذكر احداث المحادثة بالامس
فلاش باك
التفتت للخروج لكن اوريتشيمارو استوقفها قائلاً : آيـآمي – كون اريدك في موضوع ابقي
التفت ساسكي ليراها تنظر لاوريتشيمارو بعين خالية من المشاعر ونظرت الى ساسكي وفهم مقصدها بأن يسبقها
وخرج قبلها
التفتت اليه ثم قالت ببرود : مالذي تريده مني ؟
نظر اليها بخبث وهو يقول : لقد كنت اراقبكم طوال الوقت واعلم بانك لم تستخدمي التشاكرا او اي قدرة من قدراتك من اجل ان تهزمي ذلك الشخص بل اعتمدتي على قوتك الجسدية الهائلة
اغمضت عينيها وقالت : اذا ؟
اتسعت ابتسامته وهو يقول : استطعت ان اثبت بان قوتك الجسدة تضاهي قوة تسونادي ... لا بل تفوقها اضعافاً لانك كنت تضربينه بملل ولم تستخدمي اي جهد يذكر
فتحت عينها وقالت : وبعد ؟
زادت ملامحه الخبث على وجهه وقال : حسناً هذا ليس موضوعنا ، ما اريد حقاً ان اسألك هو الموجود داخلك
نظرت اليه وقد ضاقت عيناها وهي تقول : ما بشأنه ؟!
اعتدل في جلسته ثم قال : الا تنوين استخدامه ؟!
التفتت واتجهت نحو الباب لتخرج وهي تقول : تفاهة !
توقفت وهي تلتفت اليه وتقول : استخدم ؟! لا تمزح معي
وضعت يدها على بطنها وقالت : انه جزء مني لا يمكن فصله واستخدامه ليست الكلمة المناسبة بل الكلمة التي تناسب هذا هي سأطلب منه استعارة قوته وليس استخدم
نظر اليها بطرف عينه وقال : اصدقاء اذا ؟!
نظرت اليه بابتسامة واثقة وقالت : بل افضل الاصدقاء !
التفتت واتجهت نحو الباب وامسكت بقبضته ليأتيها صوته من خلفها وهو يقول : لقد تحريت عن نسبك !
تسمرت في مكانها وهي مصدومة اشد الصدمة وعيناها على اعلى اتساع !
اما هو فقد كانت يضحك بخبث وهو يقول في نفسه : والان مالذي ستفعلينه ؟
لم يشعر الا بمكتبه الذي تحطم الى قسمين وتناثرت بقاياه على الارض بحدة
اما هو فقد شعر بلكمة قوية على وجهه اطاحته ارضا
قامت بامساكه من رقبته وضربته بقوة على الجدار وهي ماتزال ممسكة برقبته وهي تزيد من الضغط عليها مع مرور الوقت
كانت ملامحها مرعبة لدرجة لا توصف ، لدرجة ان شراراً احمر كان يظهر منها من الغضب
قالت له بتهديد مملوء بالغضب : اتظن بانك ستستطيع استغلالي لمعرفتك نسبي ؟!
لاتمزح معي ايها الحقير انت لست شيئاً يذكر ايها الافعى الكهلة
اما هو فقد كان ينظر اليها وهو يشعر بخوف لم يشعر مثله من قبل لتستكمل هي قائلة : ان تدخلت اكثر او سمعت موضوع نسبي على شفتيك ، فأني اقسم باني سأجعل موتتك اكثر موتة بشعة و مقززة و دموية في هذا العالم لدرجة انها ستتناقل عبل الاجيال كافظع موتة عرفها التاريخ، افهمت ؟
ضغطت بقوة كبيرة على رقبته لدرجة بأنه كان بامكانك سماع صوت العظام وهي على وشك ان تتحطم
رد قائلاً بخوف : فهمت فهمت لن اتكلم عنه لاحد ما حييت
افلتته بعد ان قال هذه الكلمات واتجهت نحو الباب وهي تدوس على ما بقي من مكتبه
توقفت ولكنها لم تلتفت لتقول : من الافضل ان تنسى ما وجدته والا فأنت تعلم النتيجة
خرجت من المكتب وسط دهشته وصدمته مما حدث للتو
لترى الجميع بانتظارها لتخرج
انتبهت كارين عليها وقالت بفرح : آيـآمي – شان اانت بخير ؟! الم يفعل لك شيئـ ....
قاطعتها ملامح آيـآمي المرعبة التي لاتزال بادية على وجهها وهي تسير غير مبالية بهم
نظر ساسكي اليها وهي تسير مبتعدة عنه و الصدمة تعلو وجهه
لتتجاوزه ولم تلتفت حتى لتنظر اليهم
واتجهت الى غرفتها وسط دهشتهم جميعاً
نهاية الفلاش باك
عند الفريق
كانوا جميعاً يفكرون بالذي حدث بالامس حتى ساسكي الغير مبالي فقد كان يفكر ايضاً
قالت كارين بحزن : مالذي حدث يا ترى ؟ لقد كانت مرعبة جداً
نظر جوغو اليها وقال : لابد انه اوريتشيمارو قد قال شيئاً مزعجاً
نظر ساسكي اليهم وقال : ولكن مالذي سيقوله وسيجعلها تبدو كذلك ؟
قال سويجتسو وهو يقول بملل : لابد انه قد تدخل في امور لا تعنيه مجدداً
قال ساسكي في نفسه وهو يكتف يديه : ايمكن ان له علاقة بما رأيته ذلك اليوم ؟!
نعود لبطلتنا
كانت لا تزال على وضعها وهي تفكر في كل ما فعلته الى الان وهي تحدث نفسها :
يا الهي مالذي كنت افعله ؟! لقد منشغلة بازعاج ساسكي طول الوقت ونسيت بأن لدي اهدافاً من قدومي الى هنا
اشعر بأني ضائعة جداً وهذا كله بسبب اوريتشيمارو الغبي ماكان عليه ان يذكر موضوع نسبي فانا لا اريد ان يعلم احد من اكون حقاً او من اين اتيت ، آيتاتشي ! ارجوك تعال الي اشعر وكأني ضائعة داخل دوامة وهم ولا يمكنني ان اخرج منها ، عندما كنت احتاج المساعدة كنت دائماً بجانبي ، تنصحني وترعاني ، انت العائلة الوحيدة التي امتلكها ، انت اخي الاكبر الذي لم احظى به في حياتي ، لطالما ارشدتني وعلمتي رغم ما تحمله من مصاعب وآلام على كتفيك ، وثقت بي لذا اخبرتني بما حدث لك وللعشيرة ، وثقت بي وطلبت مني ان ارعى ساسكي ، ولكن ما زلت بحاجة نصيحتك التي لا غنى عنها ، مازلت بحاجة الى ابتسامك الحنونة ، لقد كنت اول من يبتسم لي ، بفضلك قد خرجت من غياهب الظلمة و الوحشة وفتحت عيني على روعة الحياة ، بفضلك لم اعد تلك السفاحة التي لا تمتلك اي مشاعر ، بل انا الان لم اكن الا بفضلك ، لمرة واحدة اريد رؤيتك للمرة الاخيرة ارجوك
صمتت لفترة ليأتيها صوت جوهري من داخلها وهو يقول : اهذا افضل بالنسبة لكِ ؟
فتحت عينها لتجد نفسها داخل قلبها وهي ترد قائلة : مالذي تعنيه ؟
رد صاحب الصوت وهو يضحك باستهزاء : لا استطيع ان افهمك عندما تكونين عاطفية !
قطبت حواجبها وقالت : اخرس ! لا افهم مالذي ترمي اليه !
صمت فترة ورد عليها : اتظنين انه من الافضل ان تتعلقي بأيتاتشي هكذا ؟
لم ترد عليه بل اكتفت بالنظر اليه
اكمل هو قائلاً : انسيتي ؟! انسيتِ معاناتك ؟ انسيتِ كيف كنتِ منبوذة بين الناس ؟ انسيتِ كيف احتقرك حتى اقرب الناس اليكِ ؟ وكيف انهم لم يعتبروك حتى وحشا ؟! بل اعتبروكِ فيروساً قاتلاً يحاول الفتك بفلذات اكبادهم ؟! اتذكرين كيف كانوا يخشون حتى النظر اليك ؟ لانهم كانوا يعتقدون بانك ستلعنينهم ، وكيف يمكنك ان تنسي كل ما حدث ؟!
لقد كنتي يائسة من الحياة واردتي خيطاً تتمسكين به ، اول خيط كان ذلك الطفل الاشقر الذي شابه حالتك ! ثم احتقرك هو ايضاً ، والثاني كان ايتاتشي الذي لا اعلم لما يعاملك هكذا
لا تعتمدي على الناس فقط آيـآمي ، لا داعي بأن تتعلقي بأحد على الاطلاق
انت لست بحاجة لاحد سوى نفسك ، انت فقط من يمكنها انقاذك ، انت من يمكنك ان تقرري وتحددي الطريق الذي ستسلكينه
لذا لا داعي للتذلل هكذا من اجل رغبتك لرؤية آيتاتشي
نظرت اليه بعيون تملأوها الوحدة والالم ثم انزلت رأسها وقالت : انت محق ، فأنا لم انسى ذلك ابداً ، انت محق فأنا قد كنت قد سقطت في الهاوية اصلاً ، لذا اردت خيطاً من الضوء اتشبث به حتى انجو من دوامة الدماء الملعونة تلك ، وايتاتشي كان هو من اخرجني منها ، انا لست اتذلل اليه من اجل ان يأتي ، انا فقط اعتمدت عليه كثيراً ، فهو اخي في النهاية او هكذا اعتبره ، لكنك محق لابد ان اعتمد على نفسي في هذا ، فنسبي الملعون هو سبب كبير في حالتي هذه الان ، على الرغم من معرفتي ذلك الا اني نسيت شيئاً مهما جداً
ضاق بؤبؤا عيناه وهو ينظر اليها بحنة ويسأل : و ماذلك ؟
اقتربت منه ووضعت يدها عليه وهي تغمض عينيها ووجبتها قد وضعتها عليه قائلة : انت !
لقد نسيت لفترة طويلة انك موجود داخلي هنا ، تعرف كل ما مررت به ، تعرف مشاعري جميعها ، لم تكرهني ، لم تنبذني بل كنت تحاول ان تخفف عني دائماً ، رغم كونك قاسياً اكثر حتى من الحجارة ، الا انك قد النت قلبك لتحاول ان تشعرني بأن هناك امل في الحياة ، لقد انقذتني انت ايضاً ، انت جزء مهم جداً من حياتي ولن اتخلى عنك لاي شخص ابداً ........ ريو
اغمض ريو عينيه وهو يفكر بما قالته لينفجر بالضحك قائلا بسخرية قاسية : ومالذي تتوقعينه ؟! ان اقف مكتوف اليدين ؟ لو متي فسأموت ايضاً ايتها الغبية ! انا لم افعل ذلك لاجلك او شيء كهذا بل هو لاجلي انا ريو – ساما لاتظني بأني سأهتم بحياة انسان مثير للشفقة مثلك ، فأنا مصنوع من الظلام لا غير ، انا ملك الظلام وليس في ذرة مشاعر مرهفة مثلكم ايها البشر الفانون ، انا خالد على مر العصور السحيقة فأنا اكثر المخلوقات قوة وبطشاً ، لو لم اختم فيكِ لكنت حراً في تدمير كل ما اريده لاري العالم قوتي العظيمة
نظرت اليه وهي ترفع احد حاجبيها وابتسامة سخرية على وجهها وهي تقول : اجل اجل
رد بعصبية : ما هذه الـ اجل اجل ، اانت حمقاء ؟!
التفتت للخلف وقالت وهي تضحك : انت مضحك حقاً
صمتت للحظة وقالت بامتنان : شكراً لك !
ورجعت الى وعيها
اما هو فقد اعتدل في جلسته وهو يقول بالارتياح : يبدو انها تحسنت قليلاً ، هكذا افضل فأنا لا احب رؤيتها حزينة على الاطلاق ، هه لا اصدق بأني انا من يقول هكذا كلام ! آليس كذلك آلون ؟
اما هي فقد كانت الابتسامة تعلوا وجهها وهي تقول : شكراً لك ريو ، هذه المرة المليون التي اكون مدينة لك فيها
هدأت العاصفة لتهدأ معها عاصفة قلبها
وبدأت خيوط الشمس الذهبية باختراق الظلام لتخبر الناس ان بعد العسر يسراً
وانه ليس هناك ظلام لا يمكن ان يهزم بالعزيمة والاصرار
وقفت شامخة امام النافذة وهي تفتحها وهي تقول : انها بداية يوم جديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق